تجاهلت الأممالمتحدة عبر وكلائها ومكاتبها في اليمن، تجنيد ميليشيات الحوثي لأكثر من 12 ألف طفل يمني في مختلف المحافظات، واستخدامهم دروعا بشرية، مقابل كيلها التهم للتحالف العربي، وإدراجه في قوائم سلبية تتنافى مع الحقائق الميدانية. وكشفت معلومات حصلت عليها «الوطن»، أن الأممالمتحدة تسلمت أرقاماً مغلوطة في تقريرها السنوي عن الأطفال في اليمن، وتعمدت إخفاء الرقم الفعلي حول تجنيد الحوثيين للأطفال وخطفهم والزج بهم في الجبهات عنوة. استغلال إضراب المعلمين أكد مصدر مطلع ل«الوطن»، أن الميليشيات الحوثية سجلت خلال الأيام الماضية قوائم كبيرة للأطفال تمهيدا لإرسالهم إلى جبهات القتال، وأن أغلب هؤلاء الأطفال من الصفوف الدنيا بالمدارس دون سن ال15. وأوضح المصدر، أن جبهات القتال تشهد أكبر عملية تجنيد للأطفال منذ الانقلاب، موعزا السبب إلى أن الميليشيا المتمردة منعت صرف مرتبات المعلمين وهو ما جعل الكادر التعليمي يضرب عن العمل، قبل أن تقوم الميليشيا باستغلال ذلك وتخطف الأطفال من المدارس لجعلهم وقودا للحرب على الجبهات. إغراءات للأطفال أكد المصدر أن العديد من الأهالي في محافظات الانقلاب باتوا يمنعون أبناءهم من الذهاب للمدارس خوفاً عليهم من الاعتقالات، مبينا أن عناصر حوثية أصبحت توزع منشورات على الأطفال تحثهم فيها على القتال والخروج إلى الجبهات بدلا من التعليم مقابل إغراءات مالية، مما يشكل تهديدا لمستقبل التعليم في اليمن. تواطؤ أممي قال رئيس الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين نجيب السعدي ل«الوطن»، إن «هناك إضراباً في التعليم من جانب المعلمين لعدم استلامهم مرتباتهم، ولذا استغلت الجماعة الحوثية هذه الثغرة وقامت بإرسال مقاتلين على أنهم متطوعون إلى المدارس، وذلك لحشد الأطفال للقتال والتغرير بهم مقابل مبالغ مالية». وكشف السعدي أن الأممالمتحدة تتحمل مسؤولية كبيرة تجاه تجاهل ملف الأطفال وممارسات الحوثيين بحقهم، حيث إن هذه الانتهاكات تخالف قوانين حماية الطفل، وتعد جريمة ضد الإنسانية، مؤكدا أن مكاتب المنظمة في اليمن أصبحت مشبوهة بتعاملها بشكل مستمر مع الانقلابيين وتجاهل المناطق المحررة بشكل متعمد. جرائم مكشوفة لفت السعدي إلى أن المفوضية الأممية لم تصدر سوى بيان واحد لإدانة الجرائم التي وقعت في تعز، ولم تحدد الطرف المرتكب لها. وشدد السعدي على ضرورة ترتيب الحكومة الشرعية الأمور مع الأممالمتحدة، عن طريق تفعيل المكاتب والمؤسسات المرتبطة بها مثل دور وزارة التخطيط الدولي ووزارة الخارجية، لافتا إلى أن التقرير السنوي الأخير يناقض نفسه بالانحياز إلى الانقلابيين وعدم الحياد في كتابة تقاريرها، مؤكدا أن الأممالمتحدة غالطت المجتمع الدولي عندما نشرت خلال أحد تقاريرها أن عدد الأطفال المجندين يناهز 1400 مجند، وهذا الرقم متواضع مقارنة بالأرقام التي تصدرها المصادر الشرعية، والتي تؤكد أن عدد الأطفال المجندين من قبل الميليشيات يفوق 12 ألف طفل، متوسط أعمارهم 15 عاما. جرائم الانقلاب ضد الأطفال 12 ألف مجند على الجبهات منعهم من التعليم استخدامهم دروعا بشرية استغلال ظروفهم المعيشية إغراؤهم بالمال ابتزاز ذويهم