عندما تمر بقارعة الطريق وترى شبابا في عمر الزهور، تحسبهم أيقاظا وهم رقود، يميلون بأكتافهم ذات اليمين وذات الشمال، وصوت الموسيقى يصل إلى آخر مسافات الفراغ في دواخلهم، لو اطلعت عليهم لملئت عليهم حسرة ووجعا! هذا غير التصرفات الصبيانية اللا مسؤولة المصاحبة للمشهد السابق هذا.. والمشهد يتكرر على كثير من الطرقات. عندها لا بد أن تحزن يا صاح رغم أن هذه ليست إلا حادثة بسيطة من الليالي ! ثم إنك تحزن عندما تجد تلك الفتاة التي لا تمشي على استحياء! وأبوها شيخ كبير فإن تجرأت لتسألها ما خطبها ستدعو أباها لا ليعطيك أجر ما صنعت بل لأنها " ستتبلى عليك" وتكمل طريقها بلا وخزة ضمير ! ليت الأمر يقف ها هنا، فما هذه إلا مشاهد من مسلسل تراجيدي لا يُعلم إلى اللحظة متى ينتهي، والأهم هو كيف سينتهي، هل سيستعيد البطل قوته وأمجاده ؟ وإن سألنا ما السبب أجابوك بكل بلاهة.. الأسرة والمدرسة والمجتمع ككل. حروف تلوكها الألسن بلا وعي ولا فهم لتلك الحروف ولا تطبيق ! كيف لنا أن نتخيل مستقبل هذه الأمة وهؤلاء هم عمادها ؟ أي عماد هذا الذي تشغله الأغاني عن صحيح البخاري ؟! وأي عماد هذا الذي حفظ ستمئة ألف كلمة أغنية وعجز عن حفظ جزأ عم ؟ حقيقة مبكية محزنة، ولكن المحزن بحق لو ترك الحال على ما هو عليه.