كم هو مثلج للصدر ونحن نرى أبناء الوطن يقلبون الطاولة في وجه دعاة الفتنة، ويحبطون مخططات اشتركت في غزلها دول ومؤسسات، استغرقت سنوات ومليارات، ودعم متنوع من جهات مختلفة في إمكاناتها، لكنها كانت متفقة على استبدال أمن الوطن بالخوف، والاستقرار بالفوضى، والإجماع بالخلاف، والتنمية بالعطل، فقوضت كل هذه الجهود الشيطانية باستعاذة وطنية واحدة. جميل أن تشعر أنك جزء من كيان كبير بقلب واحد وعقول متحدة جعلت من تنوعها تكاملا، ومن تشابهها إيقاعا واحدا ليتحد الجميع قبضة للوطن تحطم أوثان الغفوة، وتمزق خارطة الطريق لتجار الفتن الذين باعوا وطنهم بثمن بخس. منذ عقود استقبلت المملكة شذاذ الآفاق بشيمة العربي الكريم الذي يأوي الهارب ويكرم الجائع دون سؤال أو قيد أو شرط، فاستغلوا فترة الطفرة التي تمر بها المملكة ليدخلوا خلسة بين عمال بناء المعرفة في وزارة المعارف حينها، واستغلوا الأحداث التي مرت بها البلاد في الظهور حينا والتلاشي أحيانا، كحدث جهيمان، ثم حرب أفغانستان، فغزو العراق للكويت، ثم تجلوا أكثر في الربيع العربي بتولي جماعتهم حكم مصر، فاستغلوا مهنة التعليم في غرس بذورهم في نفوس الناشئة المتوثبة، واستنسخوا لهم من أبناء البلد نسخا سعوديين اسما لكنهم مؤدلجون بفكر تلك الجماعات، حتى وصل بهم الأمر إلى تنظيم حراك يحاول هز السفينة والتأثير في مسارها. وقد بذلت المملكة جهودا كبيرة لاحتوائهم ومناصحتهم بطريقة الكبار في احتواء صغائر الصغار، فاستغلوا الحلم في التمدد في الظلام، وعندما وصل التمدد لتصميم كيانات واستجلاب العون الخارجي، صدموا بقبضة سلمان الحزم وولي عهده الشاب الحيوي، فوضعت كل مكائدهم على طاولة الوطن ليكون المواطن هو الحكم، والحكومة هي السيف، فعصفت بشملهم ومخططاتهم وجعلتهم أثرا بعد عين، وبترت أذرعهم الخارجية التي تمدهم بالعون، وجدعت أنوف مؤسساتهم المالية، فلا حراك إلا حراك الوطن، فقد انتقلنا بسلاسة من سياسة الدفاع والاحتواء إلى العزم والحزم والكشف والمكاشفة. فمملكة الحزم اتخذت قرارها، وحددت هدفها بتنمية شاملة للوطن والمواطن، لتحتل مكانتها اللائقة التي تأخرت عنها كثيرا بسبب انشغالها بخفافيش الظلام الذين شوشوا الرؤية، فلا مجال للفئران والطفيليين والمرتزقة في هذه السفينة.