قبل ساعات قليلة من التصويت على استفتاء إقليم كردستان في الانفصال عن العراق المقرر اليوم ، شوهدت في شوارع مدن أربيل والسليمانية ودهوك وحلبجة وبقية المناطق المتنازع عليها المشمولة بالاستفتاء، دوريات الأمن الكردي بكثافة، وقد بدا حذراً وجاهزاً لمواجهة أعمال محتملة قد تحدث أثناء التصويت، فيما توجه المواطنون في مدن الإقليم إلى الأسواق العامة التي اكتظت بالمتبضعين بسبب الخشية من عقوبات اقتصادية أو أعمال عنف، قد تتسبب في أزمة حادة في وفرة المواد الغذائية الأساسية. رغبة الأحزاب رفض مواطنون كرد مقيمون في العاصمة بغداد، إجراء استفتاء انفصال إقليم كردستان، معربين في الوقت نفسه عن قلقهم ومخاوفهم من تداعياته على أوضاعهم الأمنية والمعيشية، وقال رئيس منظمة «تآخي « الكردية خالد الصوفي في تصريحات إلى «الوطن» إن جميع الكرد المقيمين في العاصمة ومحافظات الوسط والجنوب غير معنيين بالاستفتاء، لأنه يشمل سكان الإقليم حصرا، فيما هو يعبر عن رغبة الأحزاب السياسية المتنفذة في الإقليم الساعية لتحقيق مكاسبها الخاصة. وفي سياق متصل، أعلنت قوى سياسية كردية من أبرزها حركة تغيير تحفظها على إجراء الاستفتاء، مطالبة بتسوية الخلافات داخل الإقليم. يذكر أنه يقيم في بغداد أكثر من مليون نسمة من أبناء القومية الكردية وينتشرون في أحياء متفرقة من العاصمة، وتربطهم بالعرب علاقات المصاهرة. تحذيرات أمنية أصدرت بعض السفارات الأجنبية التي لها ممثليات في أربيل، عاصمة إقليم كردستان، وفي صدارتها سفارة الولاياتالمتحدة، تحذيرات لمواطنيها المقيمين في مدن كردستان من أعمال عنف قد تحصل بسبب بدء عمليات التصويت على انفصال الإقليم عن العراق، كما انتشرت العديد من الإشاعات، منها إغلاق مطاري أربيل و السليمانية الدوليين إلا أن سلطات المطارين نفت ذلك. وقالت المعلومات الواردة من مناطق سنجار وسهل نينوى من الجهة الشمالية للعراق ومنطقتي خانقين ومندلي إن قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران وقوات البيشمركة الكردية قد عززت من مواقعهما في هاتين المنطقتين الواقعتين بمحافظة ديالى، شمال شرق بغداد مما يثير القلق الجدي من وقوع مواجهات مسلحة بين القوتين.