يفخر السعوديون دائماً أن كرتهم ولادة للنجوم، فقد أفرز أقوى دوري عربي على مر السنين نجوما ومواهب قلما نجدها في أي بلد، فأثبت المنتخب السعودي قدرته وتفرده على مستوى الخليج وآسيا والعالم. وفي "خليجي 20" باليمن التي يشارك فيها المدرب البرتغالي خوزيه بيسيرو جلهم من العناصر الشابة بعد أن فضل إبعاد بعض عناصر الخبرة والاحتفاظ بهم لنهائيات كأس أمم آسيا، استطاع الأخضر أن يثبت جدارته وأن يتأهل بثقة الكبار إلى النهائي بمواهب وأسماء واعدة أثبتت قدرتها على حمل الشعار، بقيادة الموهوب البارع محمد الشلهوب قائد النمور الخضر في هذا المحفل الخليجي. واستطاع الشهلوب أن يكرس كل خبرته لصالح الأخضر في هذه الدورة، وقاد المنتخب بكل حنكة وجدارة إلى النهائي، ويتطلع إلى تحقيق إنجاز يضاف لإنجازات الكرة السعودية أولاً وله ثانياً ليكون رابع قائد للأخضر يحمل كأس دورة الخليج. وللشهلوب قصة طريفة مع كرة القدم عند بدأ نبوغه يتفتح وهو في العاشرة من عمره، حيث التحق بنادي الهلال، وتعلق به منذ ذلك الحين، ولم تكن هناك مدرسة بالنادي بل كان يذهب مع إخوانه يومياً إلى النادي ويركل الكرة في ملاعبه الخارجية، ولم يكن هناك أحد يلعب معه. وذات مرة كان يؤدي تمرينات في المدرسة ويرتدي القميص رقم (10) محاولاً تقليد الأسطورة الأرجنتينية مارادونا، فشاهده مدرب مدرسة الهلال، اليوغسلافي زوران الذي استدعاه لينضم للنادي، وبعد ذلك أصبح يناديه بمارادونا. التحق الشلهوب مع براعم نادي الهلال عام 1993، ثم صعد إلى ناشئي النادي وحقق معه بطولة المملكة عام 1414، والمركز الثاني في نفس البطولة في العام الذي تلاه، فتم تصعيده لفريق شباب الهلال وحصل على المركز الثاني في بطولة المملكة عام 1416 وبطولة المملكة عام 1417 ووصيف بطل المملكة عام 1418، ومع بداية عام 1420 تم تصعيده للفريق الأول، واستطاع بجدارة أن يحجز مكانه في الوسط الأيسر الذي كان نقطة ضعف الهلال في ذلك الوقت، فاستطاع المساهمة بتحقيق الرباعية في تلك السنة وحصل مع الهلال على كأس الاتحاد السعودي، وكأس المؤسس وكأس ولي العهد، وكأس آسيا للأندية أبطال الدوري. ثم حصل مع الهلال على كأس الصداقة الدولية بعد الفوز على منتخب عسير بركلات الجزاء 7 / 6 ، ومن بعدها بطولة الأندية العربية أبطال الكوؤس أمام غريمه التقليدي النصر بالفوز عليه 2/ 1 وسجل الشلهوب الهدف الأول، ثم توالت إنجازاته بعد ذلك. ولعب الشلهوب أول مباراة له مع الأخضر أمام فريق الفتح، ثم توالت مشاركاته في التشكيلة الأساسية للمنتخب فخاض مع المنتخب كأس آسيا عام 2000، وحقق الهاتريك في مرمى أوزبكستان وكان نجم الأخضر في تلك المباراة، ولعب دوراً بارزاً في وصول الأخضر إلى المباراة النهائية بعد أن ساهم في تسجيل الهدف الثاني أمام كوريا بصناعته لهدف طلال المشعل في الدور نصف النهائي، وبعد تلك البطولة شارك في تصفيات آسيا الأولية المؤهلة لكأس العالم وسجل فيها ثلاثة أهداف. وشارك في كأس العالم 2002 في كوريا واليابان، وغاب عن مونديال 2006 بألمانيا بسبب ظروف عائلية. وجاءت مشاركات الشلهوب في دورات الخليج حافلة، وأبرزها في الدورة الحالية باليمن، وسجل هدفاً في المباراة الافتتاحية أمام اليمن، رغم أنه أهدر ركلة جزاء أمام الكويت في الدور الأول، ولكنه استطاع قيادة الأخضر إلى المباراة النهائية أمام الكويت غداً. ويثق الشلهوب في قدرة الأخضر على إحراز اللقب الخليجي في ظل إصرار وعزيمة اللاعبين، فهل سيصبح القائد الرابع الذي يحمل كأس الخليج، بعد أن حملها النجم الأسبق فؤاد أنور في "خليجي12" عام 1994 بالإمارات، ثم سامي الجابر عام 2002 بالرياض، وخميس العويران في "خليجي 16" عام 2003 في الكويت؟.