احتفلت قطر أمس بأحد أهم أحداثها التاريخية بعد حصولها على شرف استضافة مونديال 2022، حيث استقبلت الدوحة أمس أعضاء ملفها للاستضافة المتمثل في رئيس لجنته الشيخ محمد بن حمد آل ثاني (نجل أمير قطر) بعد عودته إلى الدوحة قادماً من زيوريخ، حيث حدث استقبال شعبي حافل من الشعب القطري والمقيمين في قطر. وباتت قطر أول دولة عربية وشرق أوسطية تحظى بهذا الشرف بعد أن تفوقت أول من أمس على أميركا بواقع 14 صوتاً مقابل 8 أصوات. ووفر عدد من الشركات القطرية حافلات نقلت الجماهير ورافقت فريق لجنة الملف بعد عودته وقامت بمسيرات فرح على كورنيش الدوحة، حيث أقلت حافلة مفتوحة أفراد اللجنة كما يحصل مع المنتخبات التي تفوز بكأس العالم وتعود إلى بلدانها للاحتفال باللقب. ويعود إنجاز قطر بالفوز باستضافة المونديال إلى أسباب كثيرة، لكن يبقى أهمها اهتمام قل نظيره لأميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وزوجته الشيخة موزة بنت ناصر المسند، والقدرة الاقتصادية الهائلة لهذه الدولة الصغيرة الغنية بالغاز والنفط، وأيضا تراكم الخبرات بعد تنظيم عشرات الدورات الرياضية النوعية في العقدين الماضيين. وأبهر ملف قطر الجميع لما تضمنه من عناصر شملت جميع التفاصيل من ناحية المواصلات والبنية التحتية، والإمكانات الهائلة في الملاعب ال12 التي تستضيف مباريات البطولة. اقتصاديا، شكلت دولة قطر أحد أكبر 5 أنظمة اقتصادية متزايدة النمو في العالم، ونتيجة لذلك تقوم الدوحة ببناء مرافق أساسية قيمتها أكثر من 100 مليار دولار ينتهي العمل بها عام 2012. وتخطط الدوحة لأن تكون المركز الأكاديمي والرياضي إلى جانب المركز السياحي الرئيسي لمنطقة الشرق الأوسط، ولتحقيق هذه الرؤية تقوم بزيادة مرافقها السكنية والفندقية بطريقة ملحوظة. وشكل كل ذلك نقطة انطلاق متينة للبدء في حملة الاستضافة، فقامت لجنة الملف بزيارة عدد من دول العالم، وشاركت في معظم التظاهرات الرياضية في مختلف القارات في الأشهر الماضية. وفي الوقت الذي تحتفل به روسيا وقطر باستضافة مونديالي 2018 و2022 على التوالي، شكك رئيس ملف ترشيح إنجلترا لاستضافة مونديال 2018 اندي انسون باختيارات الفيفا للبلدين المنضمين لكأسي العالم بعد المقبلة في البرازيل، موضحاً أنه من غير المفيد تقديم ترشيح لاستضافة المونديال ما لم يغير الفيفا طريقة الاختيار ومنح مرشحين كدولته الفرصة. وكانت إنجلترا تنافست مع روسيا وملفين مشتركين إسبانيا البرتغال وهولندا بلجيكا لمونديال 2018، وخرجت من التصفية الأولى بعد حصولها على صوتين اثنين فقط من أصل 22 صوتاً. وتابع "أستراليا تملك ملفاً جيداً ولم تحصل إلا على صوت واحد، ونحن على اثنين والولايات المتحدة، صاحبة ملف تقني قوي جداً، على 3 في التصفية الأولى أي أن الدول الثلاث مجتمعة حصلت على 6 أصوات فقط. إن في الأمر شيئاً غير صحيح". واعتبر انسون أن اقتصار التصويت على 22 عضواً يعطي الإمكانية لحصول ضغوط كبيرة، وقال "يجب فتح المسيرة أمام جميع الاتحادات الأعضاء وتطبيق الشفافية لمعرفة من صوت لمن".