أرجع مدير التراث العمراني في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة عسير المهندس عبدالعزيز غانم نشوء الأنماط العمرانية في منطقة عسير إلى 4 عوامل مؤثرة، هي: المناخ، والطبوغرافيا، والعاملان الاجتماعي والاقتصادي، فيما عزا انحسار نمط العمران العسيري ووحدته المعمارية إلى قلة الأيدي العاملة الماهرة، وتغير الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، وغياب الثقافة المجتمعية، على حد قوله. روح العمارة القديمة تمتاز مناطق العمران الجبلي في منطقة عسير بتنوع طرازها الذي يشتمل على أنواع مختلفة في منطقة جغرافية مساحتها 400 كم2. وبينما توجد الأبنية الحجرية متعددة الطوابق في مناطق الإصدار بأواسط الجبال بتهامة عسير لاسيما محافظة رجال ألمع، تبدو القرى المتكتلة المبنية على هيئة القلاع في قمم السودة، والقصور مشتركة الطرز المعمارية، ما بين الحجر والطين مع السقف في الجبال المخفضة (مدينة أبها وضواحيها ومحافظة سراة عبيدة)، في حين أن القصور والأبنية الطينية التي تعتمد على نظام المداميك تكون في المناطق (ظهران الجنوب). ويشير المهندس عبدالعزيز غانم إلى أن هناك آليات لإحياء الطرز العمراني، بجانب التشريعات والقوانين الخاصة به، وإعداد تصاميم معمارية تحاكي روح العمارة العسيرية القديمة. وختم حديثه بأمله أن يخرج ملتقى العمران السياحي للمناطق الجبلية المقرر 28 و29 من ذي الحجة بحلول عاجلة لهذا الأمر.