تمتاز مناطق العمران الجبلي بمنطقة عسير بتنوع طرازها اللافت الذي يشتمل على أنواع مختلفة في منطقة جغرافية تصل مساحتها 400 ألف كم2. وبينما توجد الأبنية الحجرية متعددة الطوابق في مناطق الإصدار بأواسط الجبال بتهامة عسير ولاسيما محافظة رجال ألمع، تبدو القرى المتكتلة المبنية على هيئة القلاع في قمم السودة، والقصور مشتركة الطرز المعمارية ما بين الحجر والطين مع الرقف في الجبال المنخفضة (مدينة أبها وضواحيها ومحافظة سراة عبيدة)، في حين أن القصور والأبنية الطينية التي تعتمد على نظام المداميك تكون في المناطق (ظهران الجنوب). ويقول مدير التراث العمراني بهيئة السياحة والتراث الوطني بمنطقة عسير م. عبدالعزيز غانم، إن أهم العوامل المؤثرة في نشوء الأنماط العمرانية والعمارية، هي: عوامل المناخ، الطبوغرافيا، والعوامل الاجتماعية والاقتصادية، فيما يعزو انحسار نمط العمران العسيري ووحدته المعمارية إلى قلة الأيدي العاملة الماهرة وتطور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، وغياب الثقافة المجتمعية. ويشير إلى أن آليات الإحياء للطراز العمراني والمعماري تشمل تأهيل الكوادر البشرية، وتأسيس إدارات متخصصة في الأمانة والبلديات والتوعية إعلاميا بأهمية التراث العمراني وتوظيف المباني التراثية والتاريخية في استخدامات سياحية جديدة وتفعيل دور الجهات المختلفة في تنمية وتطوير التراث العمراني، بجانب التشريعات والقوانين الخاصة به، وإعداد تصاميم معمارية تحاكي روح العمارة العسيرية القديمة، متأملاً أن يخرج ملتقى العمران السياحي للمناطق الجبلية المقرر 28 و29 ذي الحجة بحلول عاجلة لهذا الأمر. أحد قصور أبها التراثية مبني من اللبن مجلس الرجال التراثي العسيري