منحت اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أمس، قطر شرف استضافة مونديال 2022. وتنافست قطر على الاستضافة مع الولاياتالمتحدة وأستراليا وكوريا الجنوبية واليابان. وهي المرة الأولى التي تحظى فيها قطر بشرف استضافة نهائيات كأس العالم، وهي أول دولة عربية تحظى بهذا الشرف. وبمنح شرف الاستضافة إلى هذا البلد الصغير في الشرق الأوسط (11427 كلم مربع و1.7 مليون نسمة) والذي أصبح في بضع سنوات فاعلا مهما في المنطقة في المجالين الرياضي والثقافي، يكون الاتحاد الدولي رسخ مبدأ منح الفرصة لدول جديدة للاستضافة على غرار كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 وجنوب أفريقيا 2010. وتميز ملف قطر 2022 باستخدام التقنيات المستدامة وأنظمة التبريد المستخدمة على أكمل وجه في الملاعب ومناطق التدريب ومناطق المتفرجين، وسيكون بمقدرة اللاعبين والاداريين والجماهير التمتع ببيئة باردة ومكيفة في الهواء الطلق لا تتجاوز درجة حرارتها 27 درجة مئوية. وركز ملف قطر على استخدام التقنيات الفنية لتبريد الملاعب، ولوحظ أيضا التخلي عن 170 ألف كرسي في مختلف الملاعب التي تستضيف المباريات بعد انتهاء البطولة ومنحها إلى البلدان النامية. كما أن الملاعب التي تضمنها الملف صديقة للبيئة بفضل استخدام التكنولوجيا المتطورة التي جعلت نسبة الانبعاث الكربوني صفرا، وهذه الملاعب لا تبتعد عن بعضها البعض سوى ساعة واحدة وهو ما يسهل تنقل الجماهير التي ستحضر البطولة. وتملك قطر خبرة كبيرة في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، حيث نظمت كأس العالم للشباب عام 1995، وإحدى أفضل دورات الألعاب الآسيوية في التاريخ عام 2006، كما أنها ستحتضن كأس آسيا لكرة القدم ودورة الألعاب العربية عام 2011، بالإضافة إلى العديد من البطولات العالمية مثل ماسترز السيدات لكرة المضرب، وإحدى مراحل بطولة العالم للدراجات النارية، كما أنها نظمت بطولة العالم لألعاب القوى داخل صالة مارس الماضي. وتعتبر قطر أحد أكبر خمسة أنظمة اقتصادية متزايدة النمو في العالم ونتيجة لذلك تقوم الدوحة ببناء مرافق أساسية قيمتها أكثر من مئة مليار دولار أميركي ينتهي العمل بها عام 2012. وتخطط الدوحة لأن تكون المركز الأكاديمي والرياضي والسياحي لمنطقة الشرق الأوسط، ولتحقيق هذه الرؤية تقوم بزيادة مرافقها السكنية والفندقية بطريقة ملحوظة. ونجحت قطر في التفوق على القوة العظمى الولاياتالمتحدة التي كانت مرشحة بقوة لاستضافة العرس العالمي للمرة الثانية بعد عام 1994 والتي أبهرت الجميع خلال تقديم ملفها أول من أمس من خلال رسالة مسجلة عبر الفيديو لرئيسها باراك أوباما ومداخلات من المنصة لرئيسها السابق بيل كلينتون والممثل مورغان فريمان. في المقابل، عانى ملفا كوريا الجنوبية واليابان من مشكلة اقتراب تنظيمهما للعرس العالمي حيث نظماه معا عام 2002. من جهة ثانية، منحت اللجنة التنفيذية، روسيا شرف استضافة مونديال 2018 للمرة الأولى في تاريخها بعد أن تنافست على الاستضافة مع إنجلترا وملف مشترك لإسبانيا والبرتغال وآخر لهولندا وبلجيكا. ويحمل اختيار روسيا طابعا سياسيا بامتياز لأنها لم تقدم على الورق ضمانات قوية فيما يتعلق بالبنى التحتية، فكل شيء يجب أن يشيد من ملاعب وفنادق وشبكة نقل. ويشكل اتساع الأراضي الروسية بحد ذاته تحديا لوجيستيا مع أن الملف يركز على 13 مدينة في أربعة تجمعات جميعها في المنطقة الأوروبية من روسيا باستثناء مدينة ايكاترينبرج.