ألحق المفحطون بمحافظة الداير شرق منطقة جازان الأضرار بالممتلكات العامة، إذ لا يكاد يمضي يوم دون أن تسجل الجهات المعنية بلاغا عن ضرر لحق بالممتلكات العامة، حيث تكثر حالات التفحيط ومظاهر القيادة المتهورة، وتجمعات التفحيط في وسط المحافظة أو على أطرافها، رغم وعورة تضاريسها وخطورة الطرق الجبلية بها، في صور تجسد عدم المبالاة بسلامة النفس أو الآخرين، وتخالف بالأنظمة المرورية، وتعرض الممتلكات والأرواح للهلاك. غياب الرادع ذكر علي العزي - أحد أهالي الداير- أن التفحيط من الظواهر التي غزت شباب محافظة الداير بشكل غير طبيعي، وانجرف من خلاله الشباب وصغار السن، معرضين أنفسهم وأرواح العابرين للخطر، فيما قال جبران مصلح المالكي «طالبنا الجهات ذات العلاقة بوضع حد لهذه الظاهرة، ونحتاج دعم إدارة المرور بالمحافظة، إذ لا تستطيع بوضعها الحالي تغطية محافظة بحجم الداير». مواقف سلبية أكد ل «الوطن» الأستاذ التربوي علي محمد المالكي أن للتفحيط أثرا نفسيا واجتماعيا، ويمارسه الشاب نتيجة الإحباط الذي يشعر به بسبب المواقف السلبية التي يعيشها، في ظل تخلي الملاذ الأول للشاب الأسرة عن دورها، ومن ثم المجتمع الخارجي بشقيه العام والخاص عن دورهما الهام؛ كل هذا يؤدي إلى سلوك غير تربوي يتصور في أشكال كثيرة لعل من أسوأها التفحيط. عقوبات رادعة بين محمد العزي – مستشار قانوني- أنه من جانب قانوني سنت الدولة قوانين رادعة، ويعد التفحيط جرما مروريا، ويعاقب مرتكب مخالفة التفحيط بالعقوبات الآتية: في المرة الأولى حجز المركبة خمسة عشر يوما، وغرامة مالية مقدارها ألف ريال، ومن ثم يُحال إلى المحكمة المختصة للنظر في تطبيق عقوبة السجن في حقه، وفي المرة الثانية حجز المركبة لمدة شهر وغرامة مالية مقدارها ألف وخمسمائة ريال، ومن ثم يحال إلى المحكمة المختصة للنظر في تطبيق عقوبة السجن في حقه، في المرة الثالثة غرامة مالية مقدارها ألفا ريال وحجز المركبة، ومن ثم الرفع إلى المحكمة المختصة للنظر في مصادرة المركبة أو تغريمه بدفع قيمة المثل للمركبة المستأجرة أو المسروقة وسجنه. الفراغ السبب أفصح عدد من الشباب عن سبب انخراطهم في هذه الظاهرة، وقالوا إن الفراغ الذي نعيشه يجعلنا نمارس ما نشعر خلاله بالمتعة وملء الفراغ، وأن أسرهم لا يعلمون عما يقومون به. وقد رصدت بلدية الداير خلال ال 30 يوما الماضية 35 عملية تخريب وتكسير للممتلكات العامة والمناظر الجمالية، من اقتلاع لأشجار الشوارع وتخريب المجسمات عمدا بالمركبات الخاصة، والسير على المسطحات الخضراء و «بردورات» الأرصفة وتكسير أعمدة الإنارة واللوحات الإرشادية، وقد أحيلت الحوادث لجهات الاختصاص للتعرف على هوية المخربين. ضبط المفحطين أوضح مدير مرور منطقة جازان العقيد راشد بن سعيد الغامدي ل«الوطن» أن إدارته لا تدخر جهدا في العمل على معالجة مشكلة التفحيط من خلال الضبط أو التوعية، بالتعاون مع جميع الجهات الأمنية والضبطية، نافيا أن تكون قد وصلت لمرحلة الظاهرة بالمنطقة. وأضاف أن رجال المرور عيون ساهرة، وسيكونون دوما بالمرصاد لمن يعبث بأمن وسلامة الوطن ومدخراته، ولن يفلت أحد من تطبيق النظام بحقه في حالة تجاوزه بأي شكل وفِي أي موقع الأنظمة والقوانين. وقال الغامدي إن التفحيط في جازان حالات محدودة سرعان ما نتعامل معها بضبطها، مشيرا إلى أن رجال مرور محافظة الدائر تمكنوا من القبض على مفحطين عبثوا بالممتلكات العامة، وظهروا في مقاطع تصويرية على مواقع التواصل الاجتماعي وهم يعتلون الأرصفة، وتم إحالتهم لهيئة الجزاءات لإصدار العقوبات بحقهم حسب المخالفات التي قاموا بارتكابها، كما تمت إحالتهم لبلدية المحافظة لاستكمال الإجراءت الخاصة بحقهم وفقا للاختصاص فيما يتعلق بالتلفيات التي تسببوا بها في الممتلكات العامة. ودعا «الغامدي» الشباب من خلال الوطن إلى الحفاظ على أنفسهم وسلامتهم وسلامة الآخرين، والابتعاد عن كل ما قد يهدد سلامتهم وسلامة مستخدمي الطريق الآخرين كالتفحيط والقيادة المتهورة، وأهاب بأولياء الأمور بمتابعة أبنائهم وتوجيههم التوجيه الصحيح، فمن المنزل يبدأ بناء السلوك الصحيح مع المراقبة المستمرة. علاج التفحيط بالداير - زيادة إمكانية المرور بالمحافظة - الاهتمام بالشباب من خلال برامج التوعية والترفيه - إنشاء ملاعب رياضية وممرات ومتنزهات لاحتواء فراغهم - تشجيع العمل التطوعي والمبادرات المجتمعية