لكي تعيش سعيدا وتنعم بالحياة الممتعة عليك أن تزرع الخير في حياتك، وفي حياة من حولك، انثر بذور الخير في القلوب وفي كل الدروب لتحصد ثمار المحبة والسعادة، اجعل يدك تمتد إلى كل من يحتاجك بكل الحب والعطاء، ولا تتردد في تلبية نداء القلوب الحزينة والمستغيثة التي تحتاجك. ابذل الخير وساهم في صناعته، أوص به من حولك، فإن الحياة قصيرة جدا مهما طالت سنوات عمرك. انظر في كشف حساباتك كم قدمت لغيرك من خير وكم أسعدت من قلوب وكم كُتب لك من خير في صحيفة أعمالك، وهل أنت مستعد للحساب يوم القيامة؟ وهل بذلت ما في وسعك من أجل أن تسعد غيرك من الناس؟ هل كنت إيجابيا وهل تشعر أنك عندما تموت ستبقي أعمالا خالدة وصالحة يذكرك الناس بها بعد موتك؟ هل تركت لك بصمة في حياة الآخرين؟ إن لم تفعل فبادر الآن وتجرد من الأنانية وحب الذات، وابدأ في رحلة تصحيحية لحياتك، واعمل في قادم أيامك من أجل الخير وللخير فقط، فإن الله يراك ويعلم ما في داخلك ويتابع خطواتك، وتذكر أن الخير لا يجلب إلا الخير، وانظر في أحوال من ماتوا ورحلوا، منهم من عاش طوال حياته بدون هوية وبدون عطاء، ورحل ولم يدرك أنه فرط في خير كبير في الدنيا، ويتمنى العودة إلى الحياة ليعوض ما فاته، ولكن لا عودة. زراعة الخير في حياتنا معطلة لدى البعض يجب تفعيلها في كلمة صادقة، وفي حب الناس والاقتراب منهم ومساعدتهم والعفو عنهم وتجاوز أخطائهم في مسح جميع الشوائب التي علقت بقلوبنا في زيارة مريض في مسح دموع المحتاجين والفقراء. أنفقوا وابذلوا بسخاء وحققوا السعادة لمن حرم منها، فوالله إنكم ستجدون أنتم السعادة قبل أن تصل إلى غيركم. أنفقوا من الأموال المتراكمة في رصيدكم في دروب الخير ليضاعفها الله لكم في الآخرة في وقت أنتم أحوج لها. كم من أشخاص رحلوا وفي أرصدتهم ملايين الريالات لم يستفيدوا منها ولم يأخذوها معهم، وجاء من بعدهم أبناؤهم ليتفننوا في صرفها وإهدارها. من يريد الخير فأبوابه كثيرة ومفتوحة على مدار الساعة، ولكن من يبادر. فإن الحياة قصيرة يجب أن نعيشها بحب وبذل وعطاء ومحبة بدلا من أن نضيعها في أمور لا تنفعنا في آخرتنا، فطوبى لمن رحل عن هذه الدنيا والناس يذكرونه بالخير ويشهدون له، وهذا هو النجاح، وهذه هي السعادة الحقيقية، فالحياة لا تستحق منا كل هذا الركض الذي استنزف كل صحتنا وأموالنا، ونسينا آخرتنا حتى أدركنا الموت، والأقسى من الموت أننا وجدنا أنفسنا لم نقدم في حياتنا ما يشفع لنا في الآخرة.