ازدادت في الآونة الأخيرة اهتمامات المراقبين الإقليمين والدوليين حول إستراتيجية النظام السوري والميليشيات الإيرانية للاستحواذ على مناطق الغوطة الشرقية، وذلك بعد أن باتت مسرحا بارزا للمواجهات غير المتكافئة عسكريا بين الجيش السوري الحر من جهة، وقوات النظام بحرسها الجمهوري وفرقتها الرابعة، وميليشيات إيران، وطائرات روسيا والنظام من جهة أخرى. وبحسب التقارير الميدانية، فإن قوات الجيش الحر أثبتت قدرتها على مواصلة القتال في جبهات الغوطة الشرقية على غرار حي جوبر وعين ترما، وذلك رغم القصف الروسي والأسدي المكثف والمستمر لهذه المناطق، بواسطة قنابل النابالم الحارقة، وصواريخ ما يعرف ب«الفيل»، فضلا عن الغازات الكيماوية السامة. الاعتراف بالهزيمة من جانبها، لا ترى القوات الروسية أي مانع في الاعتراف بفشل الخطط التي يضعها النظام السوري والميليشيات الإيرانية في الغوطة الشرقية، إذ نشرت صفحة «قاعدة حميميم» الروسية في مدينة اللاذقية منشورا على موقعها الرسمي في «فيسبوك»، تؤكد فيه عجز قوات الأسد والميليشيا في فك الحصار عن مواقع الجيش الحر شرقي دمشق، مشيرة إلى أن الخطط التي تعتمدها قوات الأسد لا تسير كما هو مخطط لها، وهو ما دفع الفصائل المعارضة المسلحة إلى تحويل المعارك من فوق الأرض إلى تحتها، عبر حفر الأنفاق وشق الطرق، وغيرها. اللجوء للكيماوي استنادا إلى كل هذه الحيثيات الميدانية، يرى مراقبون أن قوات النظام أصبحت عاجزة عن استعادة هذه المناطق من سيطرة الفصائل العسكرية المسلحة، رغم أنها لا تبعد عن قلب العاصمة دمشق سوى بضعة كيلومترات، وهو ما يدفع النظام إلى اللجوء لاستخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا، دون مراعاة للمدنيين والنساء والأطفال الموجودين فيها. صراع طهرانوموسكو من جانب آخر، تسعى موسكو إلى الاستحواذ على العاصمة دمشق وأحيائها من تصرف الميليشيات الإيرانية، وذلك عقب أن ضمنت نفوذا لها على السواحل السورية، في وقت تشير تقارير إلى أن الاتفاق الأميركي الروسي الأردني حول وقف إطلاق النار في مناطق جنوب غربي سورية، يعد الخطوة الأولى لاستبعاد إيران من المشهد السوري المستقبلي، بعد تجريد ميليشياتها لكامل صلاحياتها، وخروجها من المناطق التي تقع تحت سيطرتها، وفق اتفاقات إقليمية ودولية تمهد لتسوية دائمة في البلاد.