تتابع مدينة تلمسان الجزائرية (غرب العاصمة الجزائرية بحوالي 540 كيلومترا قرب الحدود المغربية) استكمال المركز الثقافي الضخم ببلدية المنصورة التاريخية المكون من قاعة محاضرات تسع أكثر من ألف مقعد، إضافة الى قاعات وساحات أخرى للنشاطات، وتهيئة المركز الثقافي الإسلامي الذي يضم مكتبة كبرى وقاعات لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم وأخرى للإعلام الآلي والإنترنيت وذلك استعدادا لفعاليات عاصمة الثقافة الإسلامية 2011 التي تحتضنها المدينة منفردة بعد إعلان وزارة الثقافة الموريتانية عن تخلي بلادها تنظيم نواكشوط عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2011، بسبب عجز الوزارة. وكان قرار ترشيح نواكشوط عاصمة للثقافة الإسلامية قد صودق عليه في اجتماع وزراء الثقافة في منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد بالجزائر سنة 2004 وتم التأكيد عليه في مؤتمر الوزراء بطرابلس في ليبيا 2007. وجاء اختيار تلمسان العاصمة الثقافية والمدينة التاريخية في المغرب العربي والشمال الإفريقي، عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2011 إلى جانب نواكشوط منقذا من الحرج لنواكشوط التي اعتذرت نهائيا. وأعدت تلمسان عبر وزارة الثقافة وجهات مختصة بولاية تلمسان برنامجا يتضمن ترميم عشرات المساجد والقلاع التاريخية والمتاحف والآثار والمؤسسات العلمية العتيقة منها دار الحديث التي عرفت تاريخيا بكونها قلعة علم وتربية ومدرسة للجهاد والوطنية استثمرتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، في بث الوعي الديني والوطني لمحاربة الاستعمار الفرنسي. كما يجري إنشاء مركز جديد للدراسات والبحوث الأندلسية وفق النمط المعماري العربي الإسلامي والذي يعتبر الأول من نوعه على المستويين المغاربي والعربي، حيث سيوفر 1000 مقعد دراسي للطلبة والباحثين المتخصصين في الفنون الأندلسية والدراسات في مجال التراث الأدبي والعمارة والفنون الشعبية والفولكلورية وفن الطبخ، إضافة لبناء مكتبة كبرى تشتغل بالتقنيات العصرية ومسرح في الهواء الطلق ومتحف وورشات للفنون الثقافية الإسلامية المتنوعة. إلى ذلك امتنع الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو عن التجاوب مع أسئلة "الوطن" حول موقف المنظمة من اعتذار نواكشوط، وأبعاد هذا الاعتذار بسبب محدودية الإمكانيات.