بالرغم من الميزانية المليونية لحديقة المحالة في منطقة عسير، والجهود المبذولة لتجهيزها حتى أصبحت متنفسا جاذبا للسكان، سيطرت أيادي غير نظامية عليها، فأصبحت بيئة طاردة للمتنزهين بعد تحملهم أعباء مالية. الحديقة بالرغم من أنها «عامة» و«مجانية» إلا أن تلك الاستثمارات غير المرخصة في مجملها، حولتها إلى متنزه يحمل رب الأسر أعباء مالية ربما تكون باهظة، وتعكر صفو الأسرة مما قد يحرمهم من الجلوس فيها. محاصرة وسيطرة «الوطن» رصدت الحديقة الواقعة في مخططات المحالة بين خميس مشيط وأبها، ووقوف عدد من مركبات المستثمرين المخصصة ل«الأطعمة، والبيع، والمستلزمات»، تصطف على جوانبها بالكامل، مما يصعب حصول الزائر على موقف وتعيق دخوله للحديقة، وخاصة إذا حال مرور عربات «كبار أو صغار السن». ومع ساعات المساء الأولى قبل غروب الشمس، وصل عدد من مؤجري «البسطات، والفرش، والكراسي»، وقاموا بفرشها بمواقع مميزة بالحديقة، وخاصة تحت «أعمدة الإنارة»، مما يقلل فرصة المتنزه في الحصول على موقع جيد، ويضطر إلى دفع رسوم على تلك الجلسات مقابل 40 ريالا للكرسي الواحد، و20 ريالا للفرشة حتى نهاية المساء. دعوة للرقابة ربما لا يستغرب الزائر للحديقة، أن يسمع أصوات بكاء الأطفال، فهم يحاولون استعطاف أسرهم لمنحهم نقودا للعب في الملاهي المتعددة والمتنوعة، والتي أيضا سلبت مواقع من المسطحات الخضراء، وضايقت أرباب الأسر ذوي الدخل المحدود، حيث إن تلك الألعاب مخالفة أصلاً ك«الألعاب البالونية» و«النطيطات» و«السكوترات» بأنواعها، والدرجات الكهربائية بأنواع وأشكال مختلفة، وهي ألعاب لا تنعم بأي من وسائل السلامة، ومع ذلك تكتظ بهم الحديقة منذ أشهر دون أن تصلهم يد الرقيب وتردعهم. مطاعم عشوائية لم يقف حال الحديقة عند تلك المخالفات، بل تنتشر الكثير من السيارات التي تبيع أنواع الأكل والشرب المختلفة والمتنوعة، بأسعار متفاوتة ومختلفة وتعود إلى مزاجية صاحبها، وفي حال تعرض بعض زوار الحديقة لحالات تسمم، فإنه يصعب إثبات أو ملاحقة تلك المطاعم التي لا تصرف فواتير، أو تحمل سجلات تجارية يمكن التعرف والاستدلال عليها، فهم أشخاص يعملون ويعدون تلك الموائد بشكل بدائي داخل مركباتهم أو على الرصيف. مخالفات أخرى رصدت «الوطن»، ممارسة تأجير الخيول، وبيع أنواع من الحيوانات داخل الحديقة، إضافة إلى تواجد عدد من البسطات التي يتواجد أمامها عدد من الشاشات الإلكترونية، ويتم تأجير الألعاب الإلكترونية للأطفال ب«الزمن»، فيما يتواجد عدد من البسطات على رصيف الحديقة تبيع مستلزمات رجالية نسائية متنوعة ومختلفة.
الأمانة رصدت حملت «الوطن» رصدها الميداني، لمتحدث أمانة منطقة عسير المهندس سعيد الشهراني، الذي أكد ل«الوطن» أن الجهة المختصة بالأمانة، قاموا بزيارة ميدانية للموقع، ضمن زياراتهم الميدانية المعتادة، وبالفعل رصدوا تلك الملاحظات، وتعاملوا مع الموقف بما يملكون من صلاحيات، منها مصادرة بعض المخالفات الموجودة بالحديقة، والتي قد تلحق الأذى بالزوار وتعكر صفوهم، مضيفاً أن الفريق الزائر للحديقة أعد محضرا للزيارة، تضمن ملاحظاته على واقع المخالفات في الحديقة على أن يتم الرفع بها إلى إمارة المنطقة، بالتماس توجيه الجهات المختصة للتعاون مع الأمانة لضبط مثل تلك التجاوزات ومرتكبيها والعمل على القضاء عليها. وأكد الشهراني، أن الأمانة ممثلة في فرقها الميدانية لا تملك صلاحية ضبط المخالفين، ولا بد من إشراك بعض الجهات الأخرى، ومنها الشرطة لاتخاذ ما يلزم حيال القبض على المخالفين، ومن ثم تطبيق النظام بحقهم. وأضاف الشهراني، أن أمانة المنطقة، تحرص كل الحرص على جاهزية حدائقها، واكتمال متطلباتها لاستقبال مرتاديها، وخاصة في فصل الصيف، دون تعكير أو استغلال من مستثمرين مخالفين. أبرز المخالفات تكدس مركبات الأطعمة والبيع العشوائي تأجير البسطات والكراسي ألعاب تفتقد وسائل السلامة مطاعم غير مرخصة