"آخر العلاج الكي" مثل شعبي، لجأت بلدية محافظة خميس مشيط للاستعانة بمضمونه للقضاء على ما وصفته ب"ظاهرة" استثمار العمالة للحدائق بوضع ملاه بمبالغ مالية تفرض على المتنزهين، وشكلت عبئا ومضايقة للمتنزهين، وجعلتهم بين أمرين، إما الرضوخ ودفع المبالغ، أو سماع أصوات بكاء أطفالهم، مما دفع البلدية للرفع للمحافظة والجهات الأمنية للتعاون معها في القضاء عليها. " الظاهرة" تزايدت، وأصبحت تقتحم المتنزهات العامة الكبيرة والصغيرة، وتنشط خلال مواسم الإجازات الرسمية والأسبوعية، مما أقلق الأسر، ونغص عليهم أجواء التنزه والترفيه في تلك الحدائق، وخاصة ذوي الدخل المحدود أو الذين لديهم عدد من كبير من الأطفال مما يدفعهم للعزوف عن تلك الحدائق. ملاهي الحدائق بحسب رصد "الوطن"، فإن مستثمري الترفية يبحثون عن مواقع الملاهي المجانية المخصصة بالحدائق العامة، وينصبون استثماراتهم التي في الغالب تعتمد على "الملاهي البالونية، مما يشد نظر الأطفال لها وتصرفهم عن الملاهي المجانية، فيما تكون رسومها نحو 10 ريالات في 15 دقيقة. "الوطن" سألت بعض القائمين على تلك الاستثمارات التجارية، واكتشفت أنهم لا يملكون أي تراخيص أو إذن رسمي من بلدية المحافظة، واكتفى البعض منهم بأن تواجدهم هو بحث عن الرزق. استغلال الأطفال تحدث إلى "الوطن" عدد من المواطنين، منهم يوسف الشهري ومحمد الشهري وعبدالمحسن ناصر، وأكدوا أن تلك الملاهي تقلقهم، وتضايقهم، وتدعوهم للهروب من الحدائق العامة، التي هي متنفس وحيد للجميع أو لذوي الدخل المحدود، وأصحاب الأسر الكبيرة بشكل خاص، مما يجعلهم أمام خيارين إما الاستسلام لطلبات أطفالهم، وتجفيف دموعهم، بدفع رسوم تلك الملاهي الثقيلة على الكثير، أو الرفض وبالتالي يتعكر صفو جلوسهم وتنزههم. وبحسب المواطنين، فإن الأمر لم يقف عند ذلك، فتشكلت العديد من المشادات بين المتنزهين والعمالة المستثمرة، وطلب منهم مغادرة الحديقة، واضطروا للاتصال برقم عمليات بلدية المحافظة على الرقم 940، وطالبوا في بلاغاتهم، بضرورة ردع تلك الاستثمارات غير الإيجابية للأسر، وتكليف رجال أمن أو مشرفين من البلدية بالحدائق لمتابعة مثل تلك السلوكيات، أو التنسيق مع الجهات الأمنية لضبطهم. وبحسب مصادر ل"الوطن"، فإن مركز عمليات بلاغات بلدية المحافظة، استقبل العديد من الشكاوى ضد هؤلاء المستثمرين المخالفين.
43 حديقة أوضح رئيس بلدية محافظة خميس مشيط المكلف سليمان عبدالله الشهراني ل"الوطن"، أن المحافظة بها حالياً نحو 43 حديقة ومتنزها، وأنها تبذل قصارى جهدها في سبيل تجهيزها وصيانتها، وريها، وصيانة ألعاب الأطفال ونظافة دورات المياه بها. وحول وجود من يحضرون ألعاب أطفال لتلك الحدائق والمتنزهات، أكد الشهراني أن البلدية لاحظتها، ويقف وراء إدارتها عمالة غير مرخصة، مشيرا إلى أن البلدية قامت بدورها للقضاء على تلك "الظاهرة" كما وصفتها، وتمكنت خلال الفترة الماضية من القبض على تلك العمالة، وإحضار كفلائهم، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاههم بحسب صلاحيات البلدية، من تحرير للإشعارات والمخالفات، وتحصيل للغرامات، وأخذ التعهدات اللازمة، إضافة إلى مصادرة الألعاب المخالفة. وتابع الشهراني أن هناك مخالفين لم ينصاعوا، وتم الرفع للمحافظة، والجهات الأمنية، وطلب منهم القضاء على تلك الظاهرة التي تعانيها البلدية.