أكد خبراء ومحللون أن الولاياتالمتحدة تسعى إلى كسب حلفاء آسيويين إستراتيجيين، بهدف توسيع نفوذها وتحالفاتها ضد الصين، الخصم الآسيوي الأكبر لواشنطن، في وقت كانت التقاربات مع الفلبين أبزر دلائل هذه المساعي الأميركية. وبحسب تقارير أميركية، تسعى وزارة الدفاع الأميركية إلى إجراء عملية عسكرية واسعة على الأراضي الفلبينية، بهدف مساعدة الحكومة الفلبينية في حربها ضد تنظيم داعش المتشدد، الذي بدأ بتوسيع نفوذه في هذه الدولة الآسيوية بعد تراجع نفوذه في العراق وسورية. وتعدّ هذه الخطوة دليلا واضحا على رغبة واشنطن في كسب ولاء مانيلا في المنطقة الآسيوية، وذلك بعد توتر العلاقات بين البلدين إبان فترة إدارة باراك أوباما، لدرجة وصف الرئيس الفلبيني للأخير بكلمات نابية. تقويض النفوذ الأميركي يأتي ذلك، في وقت ترى الولاياتالمتحدة أن نفوذ القوى العظمى في هذه القارة بدأ يتعاظم على غرار الصعود الروسي والصيني والكوري الشمالي في المنطقة، وتشارك هذه القوى الأهداف والرؤى نفسها تجاه الغرب، فيما قد تحدث مثل هذه التحركات في كسب حلفاء واشنطن الإستراتيجيين على غرار كوريا الجنوبية واليابان والفلبين لمصلحة هذه القوى، مما يهدد نفوذ الولاياتالمتحدة في منطقة آسيا -المحيط الهادئ على المدى البعيد. وكان وزير شؤون التجارة الجديد في الحكومة اليابانية، إيساكي أوكينافا، طالب أول من أمس، بإعادة النظر في الاتفاق الياباني الأميركي حول وضع القوات الأميركية في بلاده، معللا ذلك بأن العالم الآن بدأ يتغير مع تغير موازين القوى، حسب وصفه. وأضاف الوزير الياباني «يتعين على الحكومة اليابانية الاستجابة لمشاعر السكان والمواطنين اليابانيين الذين لا يريدون القوات الأميركية في البلاد، وهذا حق مشروع وعلى السلطات اليابانية سماع مواطنيها». وبحسب مراقبين، يضفي هذا التصريح قلقا إضافيا لدى واشنطن من إمكان خسارة حلفائها التاريخيين في آسيا، خصوصا أن الاتفاق الياباني الأميركي وُقّع بين الطرفين منذ عام 1960 وما زال ساري المفعول، ولا يمكن لليابان فسخ الاتفاق قانونيا إلا بموافقة مباشرة من الولاياتالمتحدة. الحرب ضد «داعش» في غضون ذلك، من المرجح أن تركز العمليات العسكرية الأميركية في الفلبين، على توجيه ضربات جوية محدودة على مواقع الإرهابيين، بواسطة طائرات من دون طيار، كما ستتيح الخطة في حال التصديق عليها، للقوات الأميركية مهاجمة الأهداف التي تمثل تهديدا لحلفائها في المنطقة، منها الجيش الفلبيني، في وقت بدأ مسؤولون أميركيون بالترويج الإعلامي حول أن البلدين يتشاركان المعلومات الاستخباراتية منذ 15 سنة. يذكر أنه يوجد عدد محدود من أفراد الجيش الأميركي في الفلبين حاليا، يساعدون القوات الفلبينية في محاربة مسلحي تنظيم داعش في محافظة مينداناو الجنوبية، حيث سيطر الإرهابيون على مدينة ماراوي في مايو الماضي، ويرجح أن المقاتلين المتبقين في سورية والعراق بدؤوا بالتوجه إليها. تحركات أميركية 01- التودد إلى الفلبين رغم الإساءات 02- عدم التطرق إلى قضايا حقوق الإنسان 03- مشاركة الحكومة في الحرب ضد «داعش» 04- محاولة الاستثمار أكثر من الصين