قال مدير مؤسسة لينجوامون أنطوني مير: إن العولمة أثرت بشكل كبير على التعدد اللغوي، مؤكدًا أنه يعتبر أن العولمة هي أكبر مصدر لإتاحة التفاعل بين اللغات، بعكس ما يعتبره البعض أنها تهدد التنوع اللغوي. وأضاف أن الثورة الرقمية تعتمد على التعدد اللغوي في كل صوره وأشكاله، فقد أثبتت دراسة حديثة أن أكثر اللغات المستخدمة على موقع فيسبوك هي البرتغالية والعربية والإسبانية. وأكد على أهمية التعدد اللغوي في المجالات الاقتصادية، فاللغات تمس المشاعر، لكنها تؤثر أيضا في المعرفة والاقتصاد والاتصالات وحقوق الإنسان والعلوم والإعلام. وتحدث الأمين العام لمؤسسة روبرتو مارينهو هيوجو باريتو عن تجربة إنشاء متحف اللغة البرتغالية في البرازيل، والذي يعد من أهم مبادرات حماية اللغات الوطنية والتعددية اللغوية في العالم، وهو يقوم بالاحتفال باللغة البرتغالية ويؤكد على أهميتها الثقافية، ويعمل على نشر تراث اللغة والشعوب التي تتحدث البرتغالية. ويعد المتحف هو الوحيد في العالم المخصص للغة، وهو أكثر المتاحف زيارة في البرازيل. ومن جانبه، أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الاتصالات والإعلام كيو آكاساكا، أنه من أهم الأهداف التي تسعى إليها اليونسكو في الفترة المقبلة ضمان وصول المعلومات إلى أكبر عدد من الناس في العالم، ففي الفترة الأخيرة زادت أهمية الإنترنت في نشر المعلومات والمعرفة بشكل ملحوظ، وتضاعف عدد مستخدمي الإنترنت بين عام 2005 و2010، إلا أن نسبة هذا التوزيع ليست عادلة على الإطلاق، حيث إن 21% فقط من الأشخاص في الدول النامية يمكنهم استخدام الإنترنت، ولذلك فإن البرامج الحديثة يجب أن تعمل على توفير المعرفة للجميع وضمان تقديم محتوى الإنترنت بكل اللغات. وأكد آكاساكا أنه يجب ضمان حرية إتاحة المعلومات في ظل هذا الانفتاح الرقمي، مع إدراك أن هذه الحرية تأتي معها مسؤولية أكبر. وأوضح أن القائمين على برامج ومواقع الإنترنت الأكثر انتشارا أدركوا أهمية التنوع اللغوي، فتم توفير محتوى موقع "اليوتيوب" بأكثر من 12 لغة، وتعديل تطبيقات "فيسبوك" لدعم جميع اللغات، كما أن موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أعلن عن إطلاق نسخة باللغة العربية بحلول عام 2011، لافتاً إلى أن برامج ودراسات اليونسكو الحديثة تؤكد أن اللغة الإنجليزية ليست اللغة الأكثر انتشارا على الإنترنت، كما تشير بعض الإحصاءات، حيث إن المحتوى المقدم باللغة الإنجليزية على الإنترنت انخفض من 80% إلى أقل من 40%، نتيجة زيادة المحتوى باللغات الفرنسية والإسبانية والألمانية والصينية وغيرها. وأكد أنه من أهم وأحدث برامج اليونسكو في هذا المجال هو "أيام اللغات"، حيث يتم اختيار يوم في السنة للاحتفال بلغة من لغات اليونسكو الست الرسمية، حيث يتم تسليط الضوء على البرامج التعليمية والخدمات التي تقدمها اليونسكو بهذه اللغة، وسيتم الاحتفال بيوم اللغة العربية يوم 15 ديسمبر المقبل.