في الوقت الذي تنأى المملكة العربية السعودية، بالحج والعمرة عن أي خلافات أو شعارات سياسية، لحماية زوار الحرمين الشريفين، من أي مذهب أو دولة أو فئة، لخدمتهم وتسهيل أداء مناسكهم دون تفرقة، أوقفت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية التسجيل للحج لهذا العام 2017، مما يشير إلى منع المواطنين والمقيمين في قطر من التقديم إلكترونيا لأداء فريضة الحج، مطالبة بفصل الحرمين عن المملكة لتكون المطالبة رقم 3 بعد مطالبة معمر القذافي، ودولة ملالي طهران. وتأتي مطالبة حكومة قطر بفصل الحرمين عن المملكة، لتسجل تناقضا واضحا، بعد إشادة وزير خارجيتها محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، بما قدمته المملكة حكومة وشعبا من جهود جبارة لخدمة حجاج بيت الله، والذي زاد من ثقة الأمة الإسلامية فيمن يخدم الحرمين الشريفين، إذ قال في تغريدة له على «تويتر» عام 2016 «صدرت المملكة بُعدا جديدا لثقافة العمل الإنساني ورُقي التعامل إلى شعوب العالم، نبارك للمملكة نجاح موسم الحج». وكانت المملكة رحبت بالحجاج القطريين، أسوة بغيرهم، مؤكدة إمكان قدومهم جوا إلى السعودية مباشرة، وعبر أي خطوط، باستثناء القطرية، فيما لم توضح وزارة الأوقاف القطرية أسباب إغلاقها التسجيل ومنع مواطنيها من الحج. تقدير الشعوب أكد رئيس حملة السكينة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ عبدالمنعم المشوح ل«الوطن»، أن رُقي حكومة خادم الحرمين الشريفين في التعامل مع الحجاج والمعتمرين أجمع عليه كل من تشرّف بالقدوم لأداء المناسك، فعلى سبيل المثال، حجاج إيران، وهم قادمون من دولة اعتدت على السعودية وعلى عدد من دول العالم، وتأذت منها دول المنطقة بشكل خاص، رغم ذلك كله فملف الحج والعمرة لم يدخل ضمن نطاق تأديب إيران، ولم تستعمل السعودية يوما من الأيام ورقة الحرمين والحج للضغط أو التفاوض. وأضاف المشوح، أن «هذه الرعاية الراقية والسامية محل تقدير الشعوب والعقلاء من كل الأنظمة، وهي كذلك محل حقد وحسد وحنق من شخصيات معادية للسلام والأمان والمحبة والتسامح الديني، لكن أصواتهم تذوب وسط أصوات الملايين التي تلهج بالتلبية والتكبير في كل وقت وزمان، وسط خدمات وتسهيلات وتأمينات لا تقبل التقليل من خدمة ضيوف الرحمن. خدمة إيران قالت المعارِضة القطرية منى السليطي ل«الوطن»، إن القيادة القطرية بإعلانها منع المواطنين القطريين والمقيمين فيها من التسجيل الإلكتروني لحج العام، تفضح نفسها بغباء وعنجهية، لتبرز للعالم قوى الشر التي تمكّنت منها، مشيرة إلى أن قيادة دولة قطر بهذا السلوك تتصدر المشهد بجدارة مع حلفائها من الإرهابين في دولة إيران. وقدمت المعارضة القطرية العزاء للشعب القطري، المغلوب على أمره، مبينة أن تسييس الحج غير مقبول، في الوقت الذي رحب فيه خادم الحرمين الشريفين بقدوم حجاج دولة قطر عبر جميع الخطوط الجوية عدا دولتها. ووصفت السليطي الوضع القطري الذي يبدأ من تزييف قناة الجزيرة للحقائق، إذ سبق أن أعلنت حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على تيسير أمور حجاج دولة قطر، والسماح للجميع بأداء الفريضة، في الوقت الذي تتعمد القناة بث تقارير كاذبة وتلفيق الادعاءات، لزعزعة الشعب القطري، وتأليب النفوس داخل الدولة ضد السعودية. عدد حجاج استثنائي بحسب هيئة الإحصاءات السعودية، بلغ عدد الحجاج عام 1437، مليونا و862909 حجاج، الذين قدموا من الخارج «1.325.372» والبقية من المقيمين والمواطنين. ووفقا لمجريات العبادات والنسك، يتحرك جميع الحجاج في مناطق محددة، ويؤدون شعائر متشابهة بقدر كبير، وفي أيام معدودات، وتستنفر المملكة لهذه الحشود طاقاتها الأمنية والمدنية والخدمية قبل الحج بأشهر عدة، للوصول إلى أفضل درجات تهيئة المقدسات والشعائر للحجاج. يشار إلى أن عدد الحجاج عام 1437 كان استثنائيا، أقل من سنوات سابقة، بسبب الإصلاحات والتوسعات الجبارة في منطقة الحرم والشعائر والطرق المؤدية إليها، ثم بعد الانتهاء من الإصلاحات والتوسعات ستتضاعف الأرقام بشكل كبير، حتى تصل وفقا لمخطط رؤية 2030 إلى 30 مليون حاج ومعتمر.