تشهد مدينة عدن، حركة اقتصادية نشطة منذ انطلاق "خليجي 20"، ويبرز النشاط الاقتصادي في قطاع السياحة والفنادق والمطاعم وحركة المواصلات والاتصالات ومحلات بيع المواد التموينية بعد توافد آلاف المشجعين الرياضيين اليمنيين والخليجيين إلى عدن لمؤازرة منتخباتهم. وقال مسؤول يمني إن "آلاف الأشخاص من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي وصلوا إلى عدن لتشجيع منتخباتهم عبر المنافذ الحدودية، منها الطوال والوديعة وميناء شحن وغيرها". وأعلنت وزارة الداخلية اليمنية السبت الماضي "أن تدفق المواطنين الخليجيين من مشجعي الفرق الرياضية المشاركة في "خليجي 20" تواصل إلى عدن، حيث بلغ عدد الواصلين 2180 شخصا". وكانت إحصائية صادرة عن مصلحة الهجرة والجوازات في وزارة الداخلية اليمنية بينت "أن 1968 خليجيا دخلوا إلى عدن عبر منفذ الطوال و212 آخرين عبر منفذ شحن". وتسجل حجوزات فنادق عدن، نسبة 100% منذ بدء توافد المشجعين الخليجيين قبل انطلاق الدورة بثلاثة أيام بحسب مصادر رسمية يمنية، وترافقت هذه الحجوزات مع ارتفاع غير مسبوق لأسعار الغرف، حيث تضاعفت أكثر من مرة مقارنة بالسعر العادي طبقا لمصادر سياحية. وقال مالك فندق الدوحتين الواقع في الكورنيش محمد عبدالله العمري "نسبة الحجوزات 100% ودخل الفندق تضاعف ثلاث مرات وجميع نزلائه من الخليجيين والعراقيين جاؤوا لحضور الدورة"، مضيفاً "لقد استفاد كثيرون من هذه الدورة وانتعشت أسواق عدن الراكدة وشعر الجميع بارتياح شديد". وفي السياق نفسه، أوضح علاء الصبري وهو محاسب في أحد مراكز التسوق في عدن أن "القدرة الشرائية في "عدن مول" ارتفعت بنسبة 50 % مقارنة بالأيام العادية"، وأرجع هذا الارتفاع "إلى وجود عشرات الآلاف من اليمنيين والخليجيين الذين توافدوا إلى عدن لمؤازرة منتخباتهم". وتعددت مجالات الانتعاش الذي أحدثته دورة الخليج، فهناك بائع عسل يمني قدم من وادي دوعن في حضرموت إلى عدن "بغرض بيع أجود أنواع العسل اليمني إلى ضيوف اليمن الخليجيين"، مشيراً إلى أن "الدورة لنا لبيع ما يختزله اليمن من خيرات". ولم تكن محلات تزيين السيارات وبيع أعلام الدول المشاركة بمنأى عن النشاط الذي تشهده عدن فكان لها نصيب وافر في الحركة التجارية. وأفاد منير الشماسي وهو رسام وخطاط في مدينة خور مكسر في محافظة عدن أن "نسبة الإقبال ارتفعت 100% مقارنة بالأيام العادية، وقد بدأ هذا الحراك الرياضي منذ حوالي شهر ومعظم الوافدين إلى المحل هم تجار، حيث حول عدد منهم أسماء محلاتهم باسم الدورة، ونصب آخرون لافتات ترحيبية بالأشقاء والضيوف الخليجيين وهو ما أضفى على الدورة حماسا كبيرا". وكان تقرير رسمي كشف أن الحكومة اليمنية "أقامت منشآت فندقية منها فندق القصر بتكلفه 200 مليون دولار، إلى جانب فندق عدن (خمس نجوم) الذي أُعيد تأهيله وتطويره بتكلفة 35 مليون دولار". وذكر تقرير اللجنة الإشرافية الوزارية العليا للإعداد والتحضير لاستضافة "خليجي 20" بأن الحكومة اليمنية "رصدت 47 مليون دولار لإنشاء فنادق جديدة"، موضحاً أن "الحكومة اليمنية خصصت نحو 560 مليون دولار لتنفيذ مشاريع خدماتية وتنموية في المحافظات التي تحتضن الدورة خصوصاً في قطاعات الكهرباء والأشغال والطرق والاتصالات والصحة والمياه والصرف الصحي والنقل والنظافة والإنارة"، مؤكدا أن "عدن استحوذت على حصة الأسد من هذه المشاريع".