استشهد فتى فلسطيني متأثرا بجراحه في رأس العمود بالقدسالمحتلة، فيما أصيب العشرات في مواجهات بين آلاف الشبان الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في عدد من المواقع في مدينة القدسالشرقية، بعد أداء الآلاف صلاة الجمعة أمس، في الشوارع رفضا للبوابات الإسرائيلية عند مداخل المسجد الأقصى. ووقعت المواجهات في شارع صلاح الدين وباب المجلس ورأس العامود وباب الأسباط وقلنديا، وهي المواقع التي جرت فيها صلاة الجمعة استجابة لنداء المرجعيات الإسلامية في مدينة القدس التي دعت لأداء الصلاة في الشوارع ردا على التعنت الإسرائيلي، ورشق الشبان قوات الاحتلال بالحجارة، فيما أطلقت الشرطة الإسرائيلية الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والمسيلة للدموع باتجاه الشبان. كسر إرادة الشعب أكد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري سقوط 100 جريح على الأقل في صفوف الفلسطينيين بعد أن أطلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي النار على المتظاهرين، مشيرا إلى أن السلطات الإسرائيلية تحاول كسر إرادة الشعب الفلسطيني وفرض السيطرة على المسجد الأقصى. بدوره، جدد مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين التأكيد على رفض البوابات، وقال«كل أبناء شعبنا الفلسطيني يرفضون هذه البوابات، ويرفضون التعامل معها حتى لو دعاهم الاحتلال للدخول من خلف البوابات فلا يجوز التعامل مع هذه البوابات». حملة اعتقالات وكان الاحتلال الإسرائيلي قد دفع بقوات من الجيش، وهو إجراء نادر، إلى جانب الشرطة لمواجهة احتجاجات الفلسطينيين. وأقامت الشرطة الإسرائيلية حصارا من 3 حلقات حول المسجد الأقصى، كما نفذت حملة اعتقالات في صفوف نشطاء مقدسيين، بينهم القيادي البارز في حركة «فتح» حاتم عبدالقادر. وقالت الناطقة بلسان الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري، «إنه تقرر القيام بترتيبات ميدانية خاصة شرقي وغربي مدينة القدس، وكذلك فرض قيود عمرية على قاصدي الدخول إلى البلدة القديمة والحرم القدسي، حيث سيسمح للرجل فوق سن 50 عاما بالدخول، بينما لن يتم فرض أي قيود عمرية على دخول النساء». المطالبة بتدخل أميركا أوضح الناطق بلسان الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس طالب الإدارة الأميركية بالتدخل لإلزام إسرائيل التراجع عن خطواتها في القدس، محذرا من أن الأمور قد تخرج عن السيطرة إذا لم تزل إسرائيل البوابات الإلكترونية من مداخل الحرم الشريف، لافتا إلى أن عباس تلقى فجر أمس، اتصالا هاتفيا من كبير مستشاري الرئيس الأميركي ومبعوثه إلى الشرق الأوسط جاريد كوشنير. وتابع أن الرئيس عباس «شدد على أن الأمور في غاية الخطورة، وقد تخرج عن السيطرة إذا لم تقم إسرائيل بالتراجع عن إجراءاتها المتخذة في القدس بشكل عام وفي المسجد الأقصى وعلى بوابته بشكل خاص، محملا في الوقت ذاته الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التداعيات المستقبلية نتيجة الإجراءات التي قامت بها في القدس».