في وقت أقرت فيه الحكومة الإسرائيلية تجديد تعليمات إطلاق النار، بما يسمح باستخدام القنص والرصاص الحي ضد من قالت إنهم يرشقون جنودها بالحجارة والزجاجات الحارقة، جدد عشرات المستوطنين الإسرائيليين أمس، اقتحاماتهم لساحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية الشرطة. وقال أحد حراس المسجد الأقصى في تصريح إلى "الوطن": إن نحو 150 مستوطنا إسرائيليا اقتحموا المسجد الأقصى في الساعات الأولى من صباح أمس، تحت حراسة قوات من الشرطة ترابط أمام باب المغاربة. وأكدت هذا الرقم المتحدثة بلسان الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري، مشيرة إلى أن ذلك تم خلال الزيارات المعتادة للأجانب وغير المسلمين. حملة اعتقالات وأضافت السمري في بيان، أن الشرطة اعتقلت خلال اليومين الماضيين 27 فلسطينينا في مدينة القدسالشرقية، بينهم أربعة تم اعتقالهم فجر أمس، بشبهة إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة، لافتة إلى أنه تم في اليومين الماضيين اعتقال 12 آخرين في الضفة الغربية، وتحديدا في منطقة رام الله للاشتباه بالضلوع في رشق الشرطة بالحجارة والزجاجات الحارقة. وكانت الشرطة الإسرائيلية قد صعدت من حملات اعتقال الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما فيها القدسالشرقية، بحجة إلقاء حجارة على قوات الاحتلال، وشهدت إحدى بوابات المسجد الأقصى اعتقال سيدة تدعى جهاد الرازم، وذلك خلال احتجاج نساء فلسطينيات على منعهن من دخول المسجد. استفزازات خطيرة من جانبه، حمل رئيس القائمة المشتركة في الكنيست النائب أيمن عودة، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو المسؤولية المباشرة عن أي مساس بالمسجد الأقصى، وقال "الاستفزازات ليست مقصورة على المستوطنين، وإنما يقودها وزراء وأعضاء كنيست، مما يؤكد أن الحكومة الإسرائيلية تقف مباشرة وراء هذه الاستفزازات". وأشار عودة إلى أنه زار المسجد الأقصى مرتين في الأسبوع الماضي، وشاهد كيف يقوم المستوطنون، برعاية الحكومة، بمحاولات فرض أمر واقع من خلال الوجود المكثف، وأن مواصلة هذه الاستفزازات الخطيرة من شأنها إشعال المنطقة. غير أن الحكومة الإسرائيلية بدت غير آبهة بهذه التحذيرات، إذ قدمت الشرطة الإسرائيلية مسودة قانون لقيت توافقا من المستشار القانوني للحكومة، يهودا فاينشتاين وتنصّ على السماح لأفراد الشرطة بإطلاق الذخيرة الحية خلال أحداث تعرض حياة المواطنين للخطر بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة. تصريح رسمي بالقتل "قرار الحكومة الإسرائيلية السماح باستخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين في مدينة القدس هو تصريح بالقتل، هناك أطفال صغار يشاهدون ما يحدث في ساحات المسجد الأقصى ويعبرون عن غضبهم برشق قوات الاحتلال الإسرائيلي بالحجارة، وبلا شك فإن من شأن تسهيل أوامر إطلاق النار من الشرطة الإسرائيلية أن يزيد الأمور في مدينة القدس تعقيدا وتفجرا". وزير شؤون القدس، ومحافظ المدينة المهندس - عدنان الحسيني