حذرت تقارير سياسية مطلعة، من أن العملية المرتقبة التي يستعد الجيش اللبناني لخوضها في منطقة تلال عرسال الحدودية مع سورية، قد تستغلها الميلشيات الإيرانية، وعلى رأسها حزب الله اللبناني، لفتح ممرات برية تضمن الحزام الإيراني التوسعي الممتد إلى ضفاف البحر المتوسط. وفيما استغلت إيران انشغال القوى العظمى في المعارك ضد تنظيم داعش المتطرف في العراق وسورية لبسط نفوذها في هذه الممرات، أحدث الاتفاق الأميركي الروسي الأردني حول وقف إطلاق النار جنوب غربي سورية، نوعا من الامتعاض الإيراني كونها لم تكن طرفا فيه، بل اصطدمت الخطط التي كانت تعدها لفتح الممرات البرية، بالوجود الأميركي في ذات المنطقة، وهو ما دفعها إلى إطلاق ميليشياتها لمهاجمة تلك القوات، وتم اعتراضها بواسطة مقاتلات التحالف الدولي. أهمية العملية يأتي ذلك، في وقت تمثل البلدة الحدودية بين لبنان وسورية، منطقة استراتيجية لا مثيل لها للميليشيات الإيرانية، إلا أنها قد تعيق تحركات حزب الله كونها تحتشد باللاجئين السوريين، وتمثل جيبا سنيا وسط منطقة من الطائفة الشيعية. ويقلل بعض المراقبين، من العملية المرتقبة للجيش اللبناني في المنطقة، حيث إن دوره قد يقتصر على منع تسلل المسلحين المتطرفين من سورية إلى داخل العمق اللبناني، في وقت تتزايد المخاوف من إمكانية سقوط ضحايا من المدنيين واللاجئين السوريين، في حال تم جر عناصر الجيش إلى الداخل السوري أو تم اختراق الحدود من قبل المتطرفين. وكان الجيش اللبناني قد نفذ عملية مداهمة في يونيو الماضي ضد مخيمات تابعة للاجئين، وأسفرت عن اعتقال 355 لاجئا، ومصرع 4 آخرين أثناء احتجازهم من قبل الجيش، في وقت ترى مصادر أن عدة عناصر من تنظيمي داعش والقاعدة باتوا يتمركزون في بعض تلال عرسال. السيطرة الإيرانية وفقا للتحركات الميدانية، فإنه في حال سيطرت ميليشيا حزب الله على منطقة عرسال بدعوى تطهير المنطقة من الجماعات المتشددة، فإنها تكون بذلك قد ضمنت لإيران سيطرة كاملة من الأراضي العراقية والسورية واللبنانية، مما يسهل لاحقا عملية توريد الأسلحة والمرتزقة من إيران من جهة، والسواحل السورية واللبنانية من جهة أخرى. وكانت تقارير أميركية ، قد تحدثت عن وجود ضغوط ضد نظام الأسد من روسيا للتخلي عن إيران وميليشياتها، بدليل توصل موسكو مع واشنطن وعمّان إلى اتفاق الهدنة جنوب غربي البلاد دون إشراك طهران، مما دفع المسؤولين الإيرانيين إلى الزعم بأن نفوذ بلادهم في سورية غير قابل للنقاش.