قال الباحث فليب لوكور، إنه في عام 1997 كتبت كتابا باللغة الفرنسية اسمهApres» HongKong»، وأوضحت فيه ثلاثة احتمالات لمستقبل المنطقة الإدارية الخاصة التي تشكلت حديثا. الاحتمال الأول، ستبقى هونج كونج مركز أعمال عالميا، وموطنا للمقرات الرئيسية للشركات متعددة الجنسيات. والاحتمال الثاني، ستصبح منصة إقليمية في آسيا. والاحتمال الأخير أرى أن هونج كونج ستصبح ذات طابع أكثر للمدينة الصينية على حافة دلتا نهر اللؤلؤة. وأن جميع المحاولات التي تسعى لجعل هونج كونج مركزا عالميا، بعد 20 عاما، أصبح هذا السيناريو الأخير هو من بدأ يتشكل بالفعل، وفقا لتقرير معهد بروكنجز الأميركي للدراسات. 60 مليون نسمة منطقة دلتا نهر اللؤلؤة - التي كانت سابقا منطقة التصنيع والإنتاج لهونج كونج - قد تم تعميدها رسميا «قوانجدونج وهونج كونج وماكاو منطقة الخليج الكبرى». وتحتوي على سكان يبلغ عددهم 60 مليون نسمة منتشرين في أرجاء جوانزو - عاصمة محافظة قوانجدونج - وفي مدن أخرى، جميعها مترابطة بالجسور والطرق السريعة والسكك الحديدية والموانئ والمطارات. «الترابط» قد يكون أحد أهم الجوانب الرئيسية للصين ولكن جميع البنية التحتية التي تم بناؤها خلال بضع السنوات الماضية في المدن المجاورة قد ساعدت على إضعاف هونج أكثر في المنطقة الاقتصادية التي لم تصبح مركزا فيها بعد الآن. 17 مليون نسمة هناك الآن العديد من شركات فورتشين 500 التي تقع مقراتها في شنجن كما في هونج كونج. وحتى كبار رجال أعمال هونج كونج لا يمتلكون ذلك النوع من العلاقات الخاصة التي كانوا يمتلكونها سابقا مع القيادات العليا في بكين وذلك بسبب وجود تنافس كبير على السلطة مع رؤساء الأعمال من الأرض الرئيسية للصين. في عام 1996 أصرّ لو بينج - رئيس مكتب شؤون هونج كونج - قائلا «ستستمر شنجهاي في كونها اشتراكية بينما هونج كونج ستبقى رأسمالية». من الذي يمكنه أن يصدق أن الوضع لا يزال كذلك، حيث إن شنجهاي تطمح لأن تكون أهم مركز مالي في آسيا؟. المنطقة التجريبية ليس من باب الصدفة أن هذه الشركات اختارت هذه المنطقة الاقتصادية الخاصة التجريبية التي خصصها الرئيس آنذاك، دينج شياو بينج في 1979، بدلا من هونج كونج، لوضع مقراتهم الرئيسية فيها. في استطلاع «فرص المدن الصينية 2017» الذي أجرته شركة برايس وتر هاووس كوبرز ومؤسسة أبحاث التنمية الصينية، احتلت جوانزو وشنجن الصدارة في جميع المراتب وكانت في الصدارة في 8 من أصل 10 تصنيفات، وتضمنت سهولة ممارسة الأعمال، والرأسمال الفكري والابتكار، والجاهزية التكنولوجية والنفوذ الاقتصادي (لم يتم تضمين هونج كونج في الاستطلاع). المناطق الحرة لطالما كانت تطمح بكين في إضعاف أهمية هونج كونج بدلا من المحافظة على مميزاتها الخاصة. وظهور العديد من مناطق التجارة الحرة ما هو إلا إعراب الصين عن رغبتها في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى جميع أرجاء أراضيها، وليس الأراضي الجنوبية فحسب. شنجهاي بالطبع كانت الأولى التي تم السماح لها بافتتاح منطقتها الخاصة بالتجارة الحرة في 2013، وذلك ما أثار استياء هونج كونج. وتوجد الآن حوالي 11 منطقة للتجارة الحرة في أرجاء الدولة.مع تسارع الصين في تنفيذ مبادرة طريق الحرير الجديد، تحاول هونج كونج بشدة أن تبقى في المنافسة. وقد عرضت أن تبني وتستضيف المقر الرئيسي للخزانة للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية. طريق الحرير بدون أدنى شك، الوجهة النهائية لطريق الحرير الجديد هي أوروبا وعملاؤها الذين يبلغ عددهم 500 مليون. لماذا قد تحتاج الصين إلى هونج كونج كي تتفاعل مع أوروبا؟ المفوضية الأوروبية والحكومات الأوروبية كذلك تتواصل وتتحدث مع بكين بشكل متكرر. فبعد كل شيء يعتبر الاتحاد الأوروبي والصين أضخم شريكين تجاريين لبعضهما البعض. الصين بحاجة إلى أن تحسن علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي عن طريق فتح سوقها للمستثمرين الأوروبيين، كي تحصل على المزيد من الدعم لأسلوبها الجديد. ثورة المظلات هل سيتم السماح لهونج كونج للعب دور في استراتيجية الصين الجيوسياسية الطموحة أم لا، لا يزال سؤالا مفتوحا. لقد أسهمت ثورة المظلات المؤيدة للديموقراطية في 2014 في ولادة عدم ثقة بكين في هونج كونج، وتم اعتبارها بمصدر تأثير سيء على الأرض الرئيسية. ستعتمد التوقعات على الرئيس التنفيذي الجديد لهونج كونج كاري لام، وإدارتها. سيتوجب عليهم أن يصمموا طريقا ضيقا لهونج كونج، أو ما يشابه مبادرة طريق الحرير الجديد. إن فرصة هونج كونج الوحيدة كي تحافظ على أبعادها العالمية هي أن تستمر في الاستثمار في الموهبة والتعليم.