حسام الطائي أوكار الإرهابيين دُمرت بالحملة الإقليمية والعالمية عليهم، ملجؤهم في العراق وسورية مُحاصر وسيدمر، مواقعهم في شبكات التواصل مراقبة، ومحتوى النشر يلغى ويمنع نشره إلى الجمهور فور اكتشافه، فاختنق الإرهابيون على الأرض وفي الفضاء الإلكتروني. ولأن أصحاب الفكر الإرهابي يتجهون للعزلة والتخفي دوما، لذلك من المتوقع أن يكون الإنترنت المظلم هو الاتجاه الجديد لهجرتهم، للهروب من المراقبة والبقاء على تواصل ونشر فكرهم المتطرف. للإنترنت ثلاث طبقات، الأولى: هي التي نستخدمها في محركات البحث «جوجل وياهو» وغيرهما للبحث عن المعلومات، وكل وسائل التواصل الاجتماعي، أما الطبقة الثانية فهي الإنترنت العميق، حيث كل شيء فيه غير ظاهر ومحمي باسم مستخدم وكلمة سر، كمواقع البنوك، الإيميل، وما شابه، أو يتم الدخول إليه عن طريق الدفع، مثل مواقع الأفلام والمسلسلات التي يتم الدفع لها للمشاهدة. أما النوع الثالث: الإنترنت المظلم، فيتم الدخول له عبر مُحركات بحث خاصة تقوم بتشفير وإخفاء هوية المستخدم وموقعه، وعن ماذا يبحث وبمن يتصل، عالم الإنترنت المظلم فيه نوعان من المستخدمين، مؤسسات حكومية ومنظمات، تقوم بتبادل وثائق ومعلومات سرية، لضمان تشفيرها وعدم وصول العامة إليها أو قراصنة الإنترنت والمجرمين والمزورين، لبيع وعرض الممنوعات، هذه البيئة ضعيفة الرقابة قد تكون وكرا جديدا للإرهابيين، لأن العوامل التي يوفرها الإنترنت المظلم مهمة لهم. أولا: إخفاء هوية الشخص وموقعه، وعن ماذا يبحث وبمن يتصل، ثانيا: يحتوي على وسائل التواصل مثل الإيميل وبرامج المراسلة الفورية، حتى فيسبوك هناك نوع خاص للإنترنت المظلم، للتواصل المشفر وغيرها من شبكات التواصل الاجتماعي غير المستخدمة من قبل العامة، يصعب الوصول إليها وهي غير معروفة. ثالثا: يمكن الدخول للإنترنت المظلم من الحاسبات الشخصية ومن الهواتف. رابعا: وجود الكثير من مواقع بيع الممنوعات من أدوات ووثائق رسمية وغيرها تكون خطيرة إذ توفرت للإرهابيين. خامسا: المواقع الإلكترونية في الإنترنت المظلم يصعب الوصول إليها، فأما عن طريق الرقم الخاص بالموقع (IP) وليس اسمه، أو عن طريق الانتقال من داخل الموقع إلى آخر للوصول إلى الجهة المطلوبة، بذلك الرسائل والبيانات الإرهابية قد تكون متوفرة للوصول إليها من قبل فئة يتم تعليمها وتدريبها لتصل إلى مواقع الإرهاب بسرية، وليطلعوا على رسائل التجمع أو التنظيم الإرهابي. سادسا: عمليات نقل الأموال من وإلى الأشخاص في الإنترنت المظلم متوفرة عن طريق العملة الإلكترونية (Bitcoin)، حيث يصعب السيطرة عليها، ولكن الجيد في الأمر لا يمكن استعمالها في الحياة الواقعية إلا في بعض الأماكن مثل أوروبا وأميركا. لذلك من المتوقع أن تكون هجرة الإرهابيين إلى الإنترنت المظلم كبيرة. في المقابل هذا لا يعني أن الحكومات لن تستطيع السيطرة على الإنترنت المظلم، ففي الغرب هناك أجهزة أمنية مختصة بمتابعته، بل مواقع وشخصيات تتخفى للاتصال والتواصل مع المشتبه بهم والمجرمين للقبض عليهم، واحدة من أهم الأساليب في مكافحة المواقع الخطيرة هي عبر صناعة نسخة مطابقة أو مختلفة لجذب من لديه توجه إرهابي والإيقاع به، أيضا مزودو الإنترنت يمكنهم منع تحميل محركات البحث والبرامج الخاصة بالإنترنت المظلم، لأنها تعتبر المفتاح لهذا العالم أو إبلاغ السلطات عمن يستخدم هذه البرامج، منعها يعني إقفال بوابته ومنع الإرهابيين من الهجرة إلى الإنترنت المظلم.