فيما أكد وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، أول من أمس، أن روسيا تلعب دورا مهما في ممارسة الضغوط على إيران للحد من نفوذها في سورية، كشفت تقارير ميدانية صحة الرواية الأميركية، حول وجود صراع ضمني بين روسياوإيران، لتقاسم النفوذ الإستراتيجي على الساحة السورية. وكانت صفحات اجتماعية موالية للنظام السوري أكدت وجود ممارسات مهينة لضباط روس في الفيلق «الخامس-اقتحام»، إزاء قيادات ورتب عالية في جيش النظام، فضلا عن العناصر المتطوعة والموالية لها، مشيرة إلى أن هذه الممارسات تؤكد فرضية وجود مساع روسية لاستحواذ نفوذ أكبر على قوات النظام، بهدف الحد من الهيمنة الإيرانية، ما أمكن. إهانات متعمدة بحسب المصادر الميدانية، وجّه أحد ضباط قوات النظام مناشدة إلى بشار الأسد، يدعوه فيها إلى الاطلاع على الممارسات المهينة التي يرتكبها الضباط الروس للعناصر الموالية للنظام في الفيلق الخامس، مشيرا إلى أن هذا الفيلق يعد أسوأ تشكيل مقاتل موجود على الساحة السورية. وتحدث الضابط السوري نقلا عن الصفحات المؤيدة، عن وجود استياء من تصرفات الضباط الروس، إضافة إلى التظاهر بالامتنان حول الخدمات التي يقدمونها، فضلا عن السباب والشتائم التي تُكال إليهم بلغات غير مفهومة. وأكد الضابط، أن العناصر السورية ترفض الالتحاق بهذا الفيلق، لعدم وجود محفزات جيدة له، منها المقابل المادي الضعيف، والتسليح العسكري البدائي، مؤكدا أن هذا التشكيل ما هو إلا وسيلة لإعادة هيكلة جيش النظام، وفق أسس ولائية، ربما تكون منها إخراجه من الهيمنة الإيرانية في المقام الأول. خلفيات الصراع بحسب مراقبين، تزايدت الخلافات والصراعات بين موسكووطهران في سورية على المدى السنوات الماضية، إذ تحاول موسكو بشتى الطرق فرض هيمنتها على العاصمة دمشق ومؤسسات الدولة السورية، فضلا عن بسط سيطرتها على الساحل السوري، فيما تسعى طهران إلى كسب نفوذ لها أكبر، باعتبار أنها تدعم النظام بأكبر قدر من المرتزقة من شتى الجنسيات والأموال، وذلك بالتزامن مع مخططاتها لإنشاء قاعدة بحرية دائمة لها في السواحل السورية، لربطها مع الطرق البرية المفتوحة بين العراق وسورية ولبنان. ورغم أن البلدين لا يظهران العداء علنا، إلا أن التقارير ترى احتمالية وجود تفاهمات مستقبلية بين موسكو وواشطن، تمهد الطريق لعزل إيران عن سورية، وطرد ميليشياتها المقاتلة، أبرزها حزب الله، تمهيدا للتسوية الميدانية. وسعت موسكو في الفترة الأخيرة إلى إثبات وجودها في الأزمة السورية، بدءًا من تدخلها الجوي لمساندة قوات النظام، مرورا برعاية محادثات أستانة وجنيف السياسية، وانتهاء بإنشاء تشكيل عسكري «الفيلق الخامس -اقتحام» موالٍ بالكامل لها، والترويج له عبر منابر مختلفة.