سعد الغنامي بينما كنت منهمكا في قراءة الكتب وتصفح بعض السير التاريخية الإسلامية المشرّفة، عندما كنا قوة واحدة أنهكنا الأقوامَ السابقة بانتصاراتنا، وقضينا على الإمبراطورية الفارسية سنة 23 للهجرة، وفتحنا بلاد فارس، وهزمنا هرقل الروم، وفتحنا بلاد الشام، عندما كُنّا يدا واحدة، معتصمين بحبل الله، لا نخون ولا نُخان؛ وإذ بأبي يستوقفني قليلا عن هذه القراءة، ويحادثني بنبرة غاضبة حزينة، لماذا لا تكتب عما فعلته الحكومة القطرية بنا؟! لماذا لا تخبر الحكومة القطرية أن الحكومة الإيرانية مهما فتحت مجالاتها أمامها، فإنها لن تتوانى عن الابتعاد عنها في أول خطر يمر بها ولن تبالي؟! لماذا لا تخبر حكومة قطر أن أجدادهم ألحقوا الهزيمة النكراء بالجنود العثمانيين وطردوهم عام 1893 ميلادي، في معركة «الوجبة»، والآن يستنجدون بهم؟! لماذا لا تخبر العالم أجمع أن الحكومة السعودية لا أحد يستطيع خيانتها؟! ثم هدأ روعه، وسكن غضبه، وأطرق قليلا بنظرات حزينة ورحل!، تاركا أثرا كبيرا في نفسي من هذه الكلمات الرنانة النابعة من فؤاد متشبع بحب الوطن. ففي تلك الأسئلة ألف خطاب وخطاب، رسالات تخفق حبا وخوفا من الشتات العربي. لا أستطيع أن أزيد أو أعيد على حديثك يا «أبي». الجميع يعلم أنه «لو» تأخر التدخل السعودي المصري الإمارتي البحريني في قطع العلاقات وإشعار الحكومة القطرية بالخطر الذي تمارسه، وتنتهك به حق الجوار، لحدث ما لا يحمد عقباه. المؤلم في الأمر، تخبط الحكومة القطرية، واستجداؤها العالم، ووصفها المقاطعة ب»الحصار»، عبر وسائلها الإعلامية، وصب أموالها لاستجداء اللاعبين ك«تشافي» عبر مقاطع الفيديو، وحارس ريال مدريد السابق «كاسياس» عبر منصة «تويتر»، لدعوة الشعوب بالضغط على الدول المقاطعة لفك الحصار، على حد قولهم. من المؤسف، أن هذين اللاعبين أصبحا داعمين لتمويل الإرهاب بهذه الدعوات، فلتعلم الحكومة القطرية أن هذه سياسات دول وليست مرميين متقابلين وكرةٌ في المنتصف. إلى «الشعب» القطري العزيز: أنتم أهلنا ونحن أهلكم، فما نكنُّه من حب لكم لا ضير فيه.