في الوقت الذي تشن فيه القوات العراقية حملة عسكرية ضد عناصر تنظيم داعش في آخر معقل لهم بالعراق، حذرت منظمات إغاثية بارزة من أزمة تفاقم أعداد المدنيين المحاصرين في مدينة الرقة السورية، وذلك في وقت أعلنت فيه قوات سورية الديموقراطية أنها بدأت معركة تحرير المدينة. وقالت لجنة الإنقاذ الدولية، إن الخيارات أمام مدنيي الرقة باتت صعبة، وذلك في ضوء تراجع أعداد الفارين من المدينة في الأسبوع الماضي، الأمر الذي ينذر بإمكانية استخدام التنظيم المتشدد لهم كدروع بشرية خلال معاركه. وبحسب تقارير مطلعة، تناهز أعداد المدنيين في الرقة نحو 200 ألف شخص لا يزالون محاصرين داخل أحياء وشوارع المدينة، فيما تتزايد المخاوف أيضا حول قلة المخيمات والموارد المالية التي تقع ضمن البرامج الأممية المقدمة للنازحين. وأشارت اللجنة الدولية، إلى أن الفرق المتخصصة قد عالجت عددا من المدنيين الفارين من مناطق شمالي الرقة، بسبب الألغام التي زرعها عناصر التنظيم بشكل عشوائي، في وقت يتجه الأخير إلى خسارة أراضيه التي سيطر عليها منذ عام 2014، بسبب الحملات العسكرية الخانقة ضده. ضربة عسكرية في غضون ذلك، وجه التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة ضربة عسكرية جديدة أول أمس، ضد قوات موالية للنظام السوري هددت القوات الأميركية وحلفاء لها في الجنوب السوري. وذكر التحالف في بيان له، إنه رغم التحذيرات التي سبقت الضربة، إلا أن ميليشيات النظام أصرت على دخول مناطق عدم الاشتباك المتفق عليها بواسطة دبابة ومدفعية، وأسلحة مضادة للطائرات ومركبات مسلحة وأكثر من 60 جنديا، في منطقة التنف، لافتا إلى أن الميليشيات كانت متقدمة في منطقة ال55 كيلومترا حول التنف. ويرى مراقبون، احتمالية تصادم الميليشيات الإيرانية في سورية مع القوات الأميركية، حيث تسعى إيران عبر وكلائها المحليين إلى تأمين ممرات برية خاصة بها تمكنها من فتح طرق مباشرة بين العراق وسورية ولبنان، وذلك ضمن مشاريعها التوسعية في المنطقة. ويسعى التحالف الدولي إلى تدريب قوات سورية محلية في هذه المنطقة، وذلك بهدف مقاتلة عناصر تنظيم داعش المتطرف، فيما يشرف على هذه التدريبات خبراء عسكريون أميركيون وبريطانيون. ووجه التحالف الدولي غارة سابقة ضد قوات موالية للنظام السوري في مايو الماضي، واستهدفت قافلة لفصيل مدعوم إيرانيا، كان يتجه صوب قاعدة التنف.
المشهد الميداني تحرك القوات صوب المدينة داعش يحاصر المدنيين ضربات أميركية للنظام مخاوف من تفاقم النازحين