يتوجه مواطنو كوريا الجنوبية، اليوم، إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد خلفا للرئيسة المعزولة، بارك غوين هاي، وعقب حملات انتخابية قصيرة تصدرت مواضيعها قضايا التوظيف وانعدام المساواة، في حين غاب عنها ملف الجارة الشمالية. وبحسب مراقبين، لا يلعب تهديد كوريا الشمالية دورا في التأثير على الناخبين، في حين ستطوي هذه الانتخابات أزمة امتدت لأشهر من الاضطرابات، بعد الجدل الاجتماعي والسياسي الذي نتج عن اتهام بارك بالفساد وسجنها، بانتظار محاكمتها لإساءتها استخدام السلطة. وشكلت التجمعات المليونية المطالبة برحيل بارك، إشارة قوية للتعبير عن الغضب المتنامي في رابع الاقتصاديات الآسيوية، حيال تفاقم الفروقات الاجتماعية والبطالة، في وقت تفيد استطلاعات الرأي بأن المحافظين الذين حكموا 10 سنوات سيخسرون الانتخابات التي ستجري في دورة واحدة. مؤشرات الصعود تعطي استطلاعات الرأي، مرشح الحزب الديموقراطي، مون جاي إن نسبة 42.4% من عدد الأصوات، متقدما على الوسطي آن شيول سو، والمحافظ هونغ جون بيو، اللذين يتوقع أن يحصل كل منهما على حوالي 18% فقط.، فيما تتوقع اللجنة الانتخابية الوطنية مشاركة كثيفة من الناخبين. ويرى محللون أن الرئيس الجديد يتعين عليه بذل جهود كبيرة لمعالجة تباطؤ النمو وارتفاع البطالة بين الشباب، وعدم زيادة الأجور، في وقت يبدي السكان المحليون تذمرا كبيرا من الوضع، باعتبار استحواذ 10% من الأثرياء على قرابة نصف دخل البلاد، وفق مؤشرات صندوق النقد الدولي. وكانت فضيحة الفساد التي تورطت فيها بارك قد ساهمت في إثارة شعور عام بالاستياء عبر تسليط الضوء على العلاقات المشبوهة بين الطبقة السياسية وشركات الأعمال. ومن الملفات الشائكة التي تنتظر حكام البيت الأزرق الجديد، ملف كوريا الشمالية، التي يتوقع أن تجري تجربتها النووية السادسة، في وقت أثار نصب منظومة «ثاد» الأميركية المضادة للصواريخ في كوريا الجنوبية غضب الصين.