انتقد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ما وصفه بأنه «حملة ممنهجة من بعض وسائل الإعلام على الأزهر الشريف»، مؤكداً أن الأزهر يعد عاملا لاستقرار كافة المجتمعات الإسلامية. وكانت قد كثرت في الفترة الماضية مطالبات من البرلمان والمجلس الأعلى للجامعات، بوضع خطة تنقية المناهج الدراسية بمعاهد وجامعة الأزهر والجامعات الأخرى، من المقررات التي تحمل أفكاراً متطرفة، وكذلك تنقية المقررات من شخصيات أمثال سيد قطب، الذي يقدم في إحدى المراحل التعليمية على أنه أديب وشاعر، وفي مرحلة أخرى على أنه رجل الإسلام والعقيدة الذي يحكم على المجتمع بالجاهلية، كما أن هناك مَن رأى أن التشدد في مناهج الأزهر يمثل خطورة على الأمن القومي. صراع الثوابت قال الطيب، في بيان لمشيخة الأزهر أول من أمس، إن «ما يحدث الآن من تناول الأزهر يومياً يهدف إلى جذب المشاهدين وزيادة عددهم وإثراء مجموعة قليلة تفهم جيدًا أن هذا الكلام ليس حقيقياً، وأصبح جماهير العامة، فضلا عن الدارسين والمختصين، يشعرون أن هناك حملة ممنهجة من بعض وسائل الإعلام على الأزهر الشريف، ومن يقومون بهذه الحملة إما لمصلحة مادية تهدف إلى الكسب، ولا تنظر بحال إلى مصلحة الناس، أو أن وراءها طائفة ممولة ممنهجة تتصيد وتفتعل الصراعات بين الثوابت الفكرية والعقائدية للمجتمعات مع الحضارة المادية الجديدة؛ لتنفذ مخططات مدروسة لهدم كل ما هو أصيل في هذه الأمة، وفي المقدمة مؤسسة الأزهر الشريف». مناهج معتدلة أكد الشيخ شوقي عبداللطيف، وكيل أول وزارة الأوقاف ونائب الوزير الأسبق أن «هناك حملة على الأزهر، وليس كل كتب الأزهر تتضمن تطرفاً، بل توجد مناهج معتدلة، وهناك بعض الكتب بنسبة 1% فيها أفكار متشددة، والأزهر برجاله وعلمائه جدير بأن ينقيها لأن الأزهر يحمل الوسطية، ولا أحد ينكر دوره في الفكر المعتدل، ووجود المذاهب الأربعة واختلافاتها يعطيان الطلاب حرية الاختيار في دراسة تلك المذاهب، والأفكار التي تمثل ضعف النية والتطرف جار مراجعتها، بالإضافة إلى أن الأسواق المصرية مليئة بالكتب التي تحمل التطرف والتشدد والجهات المنوطة، يجب أن تأخذ خطوة بنّاءة وإيجابية للوقوف بحزم لإيقاف هذه الكتب وتنقية السوق منها، مع عمل لجنة فيها جميع التخصصات وعلى رأسها علماء الأزهر الشريف».