رغم الانطباع المأساوي الذي يحيل إليه عنوان معرض "المقصلة"، إلا أن فكرة المنحوتات للنحات السوري مصطفى علي تدعو إلى التمسك بالأفكار التي يحملها العقل ممثلاً بالرأس، أو البورتريه، وهو الغالب على منحوتات المعرض الذي افتتح مساء السبت الماضي في جاليري أيام للفنون التشكيلية بدمشق، وقد ضم تسعة أعمال نحتية من الخشب. وبالمقارنة مع المعرض الأخير للفنان، الذي أقيم عام 2007، نجد أنه ينحاز هذه المرة إلى مادة الخشب، وبحجوم كبيرة، متراجعاً عن تفضيله مادة البرونز في أعماله السابقة القريبة. وخلال حضوره لافتتاح المعرض، قال وزير الثقافة الدكتور رياض عصمت: "يمكن ملاحظة نقلة نوعية ومرحلة جديدة في عمل مصطفى علي بعد أن كان يشتغل على مادة المعدن، ويقدم أعمالاً مستلهمة من الفنان جياكوميتي إلى حد كبير". من جانبه، أشار النحات علي إلى أهمية التجديد في التجربة الفنية، وإلى ضرورة الجرأة في طرح الأفكار والمواد الجديدة، لأنها تعطيه شيئاً جديداً يضاف إلى تاريخ التجربة الفنية والنحتية في العالم. وأضاف "المعرض يعالج موضوع الأفكار التي تدور في الرأس، والتي لديها مقدرة على التغيير، مشيراً إلى أن خطورة هذه الأفكار، أنها تؤدي أحياناً إلى تخلي الرأس عن الجسد، وهذا الأمر موجود في التاريخ، فالتغيير يأتي دائماً من أصحاب الأفكار الجديدة". وتابع علي: "هذا المعرض يشكل نقلة جديدة تماماً في تجربتي النحتية التي تصل إلى نحو 30 عاماً، فعندما يطرح الفنان مادة وفكرة جديدتين، ويخلق حواراً بينه وبين هذه الثنائية، فإن شيئاً مفاجئاً وجديداً يلمسه بين يديه، يضاف إلى تجربته ومعرفته الفنية". يذكر أن النحات مصطفى علي من مواليد اللاذقية 1956، وتخرج في كلية الفنون الجميلة عام 1979، وفي أكاديمية الفنون الجميلة بإيطاليا 1996. وشارك في عدد كبير من المعارض الفردية والجماعية، وفي ملتقيات نحتية عديدة داخل سوريا وخارجها، ونال جوائز عربية وعالمية ، بينها جائزة معهد العالم العربي في باريس عن منحوتة ضخمة تصل مساحتها الأفقية إلى 36 متراً مربعاً.