الموظف أيا كان موقعه الوظيفي، سواء كان تنفيذيا أو إشرافيا أو قياديا.. أو استشاريا.. هو فرد في شريحة، ويمكن اختبار واقعه الثقافي الشخصي من خلال النظر في عدد من العوامل، فمنطق الحياة بشكل مبسط يقول: إن الموظف يبدأ مسيرته العملية صغيرا سنا، وعلما، وخبرة، وهناك مسببات هي التي تحدد إمكاناته وقدراته وميوله ومدى براعته ومستوى تميزه مثل: الشهادات العلمية التي تحصل عليها، والخبرات التراكمية التي مارسها ثم التقييمات التي مرت به والاختبارات الشخصية والمقابلات المتنوعة واللغتين العربية والإنجليزية ولغة العمل، فهو - أي الموظف - بعد مروره بكل ما سلف يبدأ دخول مجتمع المهنة، ويوما بعد يوم تزداد خبراته في الأداء كمحصلة بدهية لمشاركته في إنجاز الأعمال وتفوقه وتوثبه، فيتعلم من الزميل ويستفيد من توجيهات الرئيس في إدارته، ويزداد فهما من هذه المعاملة ثم من تلك المهمة وهكذا، وسنة بعد أخرى يكون قد دخل مرحلة متجددة فيها التحصيل والجمع والتقليد، وهذه هي: «مرحلة الإثراء المعرفي» من خلال المنجزات. وبعض الموظفين تكون طموحاته وإرشادات رئيسه ومبادرات إدارته دوافع نبيلة له لأن يكمل دراساته وينطلق في سبل العلم، هذه قد تأخذ بيده - بإذن الله - وتكون له معينا يمكنه من الوصول إلى مواقع متقدمة في جودة الإنجاز في وقت قصير، مختصرا بذلك الزمن بالقفز إلى الأمام، وتأخذ الإدارة التي يعمل ضمن فرقها على عاتقها تطويره وصقله وتغذيته وإتاحة الفرص له ولغيره لحضور البرامج الممنهجة سواء كانت عملية أو تثقيفية أو علمية أو ترفيهية تساعده على زيادة درجة التمكن وفي المواجهة وحسن الأداء والتنفيذ وبعد النظر ورفع درجة المحاكاة لديه، كذلك يمكن أن يعطى فرصا أخرى مثل: حضور المؤتمرات والندوات والمشاركات وتمثيل إدارته ووطنه، وبهذا سيكون موظفا أكثر من جيد، محاكيا مجربا يتمتع بتطوير ذاته وأدواته ويمتلك إضافات مستمدة من سنوات عمره ومستمرة معبرة عن ثقافته العلمية والعملية والعامة. ولا يغفل جانب التثقيف الذاتي بكثرة الاطلاع والنهل من بقية العلوم والمعارف الأخرى.