أشاد حجاج أميركيون بالتنظيم الدقيق لبرنامج الحج لهذا العام، ونوه أطباء ورؤساء جمعيات وشركات أميركية، خلال حفل ختام حملة الحج الأميركية التي أقامتها حملة دار السلام لحجاج أميركا وكندا، بحضور القنصل الأميركي بجدة (توماس دافي)، مساء أول من أمس، بفندق إنتركونتيننتال بجدة، نوهوا بجهود المملكة في رفع مستوى الخدمات والتسهيلات المقدمة للحجيج إلى درجة الفخامة. وأكد ل"الوطن" حسيب نور مشرف حملة دار السلام للحجاج الأميركيين الأكاديمي في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ارتفاع أعداد الحجاج الأميركيين عن الأعوام الماضية، وقال "زادت أعداد المسلمين المقبلين على الحج من الولاياتالمتحدة وكندا عن الأعوام الماضية، وفيما يقدر عدد المسلمين الأميركيين في الولاياتالمتحدةالأمريكية ب8 ملايين شخص، وصل عدد حجاج حملة دار السلام وحدها أكثر 2400 حاج أميركي، ما يمثل زيادة عن أعداد الأعوام الماضية"، مؤكدا أن تأشيرات الحج هذا العام في الولاياتالمتحدة الأميركية وكندا بيعت جميعها منذ وقت مبكر، مما أدى إلى ارتفاع أعداد الحجاج عن الأعوام الماضية. الحاج بروفيسور ريك شوين يعيش في ولاية أوهايو، أكد أنه اعتنق الإسلام بعد أن درس سبعة أديان منها دينه الأصلي المسيحية، وأضاف "تجربة الحج رسخت في دواخلي، حقيقة الإسلام خصوصا عندما لامست الأماكن والمواقع التي واكبت سيرة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وأعتقد أن الحكومة السعودية قامت بعمل ممتاز خصوصا مع تجاوز الصعوبات والمشاكل التي قد تصادف إدارة حركة حشود كبيرة من البشر في وقت واحد، وقد تأثرت بمواقف أغنياء يساعدون فقراء وصغار يساعدون كبار السن ويفسحون لهم الطريق، مواقف كثيرة تشير إلى روعة الإسلام. الحاجة دكتورة زينب شعث شوين، رئيس مركز (كير) للإسلام، في أوهايو تقول عن رحلتها للحج إنها رحلة ليس لها وصف، وقد أدهشني التنظيم الأمني لجموع ضخمة من البشر بيسر وسهولة، والذي نشكر عليه حكومة المملكة العربية السعودية، وأنا سعيدة بقطار المشاعر، وأتوقع أن يسهل القطار مشكلة بطء حركة السير للحجاج وسيسرع في عملية انتقال الحجاج ضمن مراحل الحج. من جهتها أبدت الحاجة الدكتورة ميادة شأفي طبيبة أسنان تعمل في ولاية تكساس الأميركية، دهشتها بالتنظيم الشديد لحركة الحجيج خلال حج هذا العام، مشيدة بجهود المملكة في رفع مستوى الخدمات إلى درجة الفخامة، وقالت "لم نتوقع أن يكون الحج في السعودية بمثل ما لقيناه، وقد اختلف حج عام 2010 تماما عن الحج عندما كنت في التاسعة من عمري، وارتفعت الخدمات والتسهيلات إلى درجة الفخامة، وقد كنا نتوقع مثلا معاناة في خيام ضيقة وبسيطة، إلا أن الخيام في منى وعرفة كانت كبيرة وبها كثير من الفخامة، وهي جهود رائعة نود شكر حكومة المملكة عليها، والواقع أن أكثر ما أدهشني التنظيم الشديد في ديناميكية نقل ما يقارب 3 ملايين شخص من النقطة أ إلى النقطة ب في وقت محدد بمنتهى الأمان والحمدلله. أما الحاجة الدكتورة لينا خاطر من ولاية تكساس الأميركية، فأوضحت أن تجربتها في الحج أكدت لها مبدأ عدم التمييز في الإسلام، وقالت "كانت تجربة رائعة، والجزء الذي لمسته، البشر الذين رأيتهم من كل بلدان العالم بكل الألوان والأعراق يرتدون لباسا واحدا ويأتون لهدف واحد، وهذا هو المميز في الإسلام، عدم التمييز، فلا يهم إن كان أبيض أم أسود، غنيا أم فقيرا، رجلا أم امرأة، فالكل في الحج متساوون إلا في التقوى، وفي الحرم الشريف كنا نطوف معاً، رجال ونساء، ونشرب ماء زمزم معاً، وفي السعي رجال ونساء معاً، وفي المزدلفة كنا نجلس معاً، وهذا من الأمور التي لم نتوقعها فكنت أظن أن بعض الثقافات ستفرق بين المرأة والرجل بشكل واضح، ولكن الأمور كانت إسلامية تماما، والجميع يتفقون على عبادة الواحد ويلبسون ثيابا واحدة بلون واحد. وعن الإسلام في الولاياتالمتحدة، أكدت الدكتورة لينا أن الإسلام هو الدين الأسرع انتشارا في الولاياتالمتحدة الأميركية، وحيث حرية الأديان هو المبدأ هناك، فالمسلمون لديهم الحرية لممارسة تعاليم دينهم والتحدث عنه، في أي مكان وحتى في مدارسنا وأعمالنا، ولدينا جوامع ومراكز إسلامية، لها كامل الحرية، وحاليا هناك رغبة وانفتاح أكثر لدى الأميركيين لمعرفة الإسلام ولتوضيح الصورة الحقيقة لهذا الدين، وهذا ما يميز الأميركيين الذين يحبون أن يتعلموا ويعرفوا كل شيء بكل حرية وبدون أي توجيه، ونصحت الحاجتان لينا وميادة القادرين على أداء فريضة الحج بعدم تأخيرها إلى سن الشيخوخة، مذكرين بأن الحج يتضمن الكثير من العمل ويلزمه صحة وقوة لإتمام طقوسه بأفضل صورة.