فيما كشفت نتائج للمسح الوطني للصحة النفسية أجري بين عامي 2009 و 2016 أن معدل انتشار الاضطرابات النفسية في المملكة بلغ 45.84 % من المجتمع وذلك في فترة ما من حياة كل فرد، أكد مختصون أن مشكلة الزيارة الواحدة تعد عقبة أمام علاج الكثير من الحالات المصابة. وكان مسح أجري على 4005 أشخاص في مناطق المملكة أكد أن هذه الاضطرابات تصيب النساء بنسبة 58 % مقابل 42 % لدى الذكور، في حين أن 95 % من هذه الاضطرابات غير ذهانية وتتضمن القلق والاكتئاب والوسواس القهري وغيرها. مواجهة التحديات كشف أستاذ الطب النفسي المساعد بكلية الطب في جامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور عاصم العقيل ل«الوطن» أن الخدمات النفسية الحالية من كوادر وبرامج علاجية لا ترتقي لمواجهة هذه التحديات الضخمة، خصوصا إذا علمنا أن المرض النفسي كأي مرض مزمن آخر يصعب من أسلوب الحياة، ويعطل من عجلة التنمية اجتماعيا واقتصاديا. التوعية والتثقيف علق الزائري على معدل انتشار الاضطرابات النفسية في المجتمع السعودي بقوله إن هذه النسبة ضخمة ومفجعة، مطالبا بضرورة زيادة الوعي والتثقيف على مستوى الأسرة والفرد بطبيعة ونوعية الضغوط النفسية وما تسببه من مشكلات وأمراض نفسية، وأهمية طلب المساعدة من الشخص المتخصص المؤهل والحامل للخبرة الكافية، وعدم الاكتفاء بزيارة الرقاة والمعالجين التقليديين والذين يدعون العلاج دون تأهيل أو خبرة، والتخفيف من الوصم الاجتماعي، وحضور الدورات التثقيفية، وتشجيع البرامج المهتمة بالطب النفسي.
خلط المفهوم يقول مدير الصحة النفسية بجدة الدكتور نواف الحارثي إن هناك 45 % من المجتمع السعودي يحتاجون إلى مراجعة الطبيب النفسي خلال حياتهم، إلا أن الحقيقة والواقع تبين أن 5 % فقط منهم يراجعون العيادات النفسية. وأرجع الحارثي السبب وراء قلة مراجعة العيادات إلى الخلط بين مفهوم المرض النفسي وبين الأمراض الذهانية التي توصف بفقدان العقل أو «الجنون»، مبينا أن الأمراض غير الذهانية تشمل اضطرابات النوم واضطرابات المزاج واضطرابات القلق واضطرابات التوافق وجميعها تحدث مع الإنسان بشكل يومي، مؤكدا أن الاضطرابات الذهانية لا تمثل من الاضطربات النفسية سوى 5 % في حين أن 95% من الاضطربات النفسية هي غير ذهانية. وأضاف تؤثر الاضطرابات النفسية على حاجتين في حياة الإنسان هما انخفاض المستوى الوظيفي أو انخفاض المستوى الاجتماعي. وقال «إذا تدمرت حياة الإنسان الاجتماعية أو العملية أو انخفضت أو تأثرت بسبب الصعوبات أو الاضطرابات النفسية فهو بحاجة إلى زيارة الطبيب النفسي، لأن الاضطربات النفسية تعد أمراضا مزمنة تماما مثل السكري والضغط وغيرها». وأوضح مدير الصحة النفسية أن أكثر الأدوية النفسية استخداما هي مضادات القلق ومضادات الاكتئاب، مبينا أن مجموعة اضطرابات القلق هي أكثر الأمراض انتشارا وتحتل المرتبة الأولى تليها اضطربات الاكتئاب وأخيرا مشاكل الإدمان.
الزيارة الواحدة نوه استشاري الطب النفسي الدكتور علي زائري إلى مشكلة الزيارة الواحدة والاكتفاء بها من قبل بعض المرضى وأسرهم، مرجعا ذلك لعدة أسباب أبرزها الوصم الاجتماعي لزيارة العيادة النفسية، بحيث يضطر المريض إلى أول زيارة ويكتفي بها لتقليل الوصمة أو الخوف من الحكم عليه بالجنون، وتدني المعرفة بطبيعة المرض النفسي، والرداءة في تقديم الخدمة في الزيارة الأولى مما يعطي انطباعا لدى المريض بعدم الاستفادة منها، وصعوبة وضعف التواصل ما بين متلقي العلاج ومقدمها. وقال الدكتور علي «هناك تشويه لصورة الطب النفسي والعلاج النفسي من قبل بعض فئات المجتمع كالرقاة والمعالجين الشعبيين، مما يثير هلع المريض النفسي بأنه في حالة زيارته للعيادة النفسية سوف يدمن على الأدوية ويصاب بالعقم والآثار الجانبية الضخمة»، مضيفا أن العلاج النفسي يعد علاجا راقيا ومتطورا إذ إن هناك أدوية نفسية أكثر أمانا من أدوية الأمراض الأخرى، مشيرا إلى أن الإعلام والدراما أسهما في ظهور هذه الصورة الخاطئة.
أكثر الاضطرابات النفسية انتشارا 01 اضطرابات القلق 02 اضطرابات الاكتئاب 03 مشاكل الإدمان ِعوامل مشكلة الزيارة الواحدة الوصم الاجتماعي لزيارة العيادة النفسية تدني المعرفة بطبيعة المرض النفسي سوء تقديم الخدمة في الزيارة الأولى ضعف التواصل بين متلقي العلاج ومقدمه