أجمع مشاركون في ندوة عقدت بمناسبة إحياء الذكرى الثانية لانطلاق عملية عاصفة الحزم، على أن العملية جاءت لتنقذ اليمن وشعوب المنطقة من الاحتلال الفارسي، وهيمنة إيران التي كشفت نواياها الاستعمارية باحتلال العاصمة صنعاء. وأشار المشاركون في ندوة «عامان من الحزم والأمل» التي نظمتها اللجنة التحضيرية لإحياء الذكرى الثانية لانطلاق عاصفة الحزم، بمدينة مأرب، إلى النجاحات التي حققتها العملية بإعادة رسم مسارات المستقبل للمنطقة كلها، لافتين إلى أن عاصفة الحزم سيكون لها تداعياتها لصالح استقلالية القرار العربي وإعادة توازنات القوة لأصحاب الأرض الذين حاولت إيران انتهاك سيادتهم من خلال ميليشياتها في عدد من البلدان العربية. أوهام الديكتاتور قال رئيس اللجنة التحضيرية لإحياء الذكرى الثانية لعاصفة الحزم عبدالكريم ثعيل، في كلمته خلال افتتاح الندوة، إن عاصفة الحزم كما أسقطت أمل إيران في فرض هيمنتها على اليمن، نجحت أيضا في القضاء على أوهام الديكتاتور المخلوع علي عبد الله صالح، في تسعير حرب إقليمية بالمنطقة. وأضاف أن عاصفة الحزم كانت الملاذ الأخير لليمنيين، وستكون أملهم في استكمال مراحل استعادة الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار بعد استعادة الشرعية كاملة والقضاء على الانقلابيين، وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي. وذكر أن الاحتفال بالذكرى الثانية لعاصفة الحزم لم يأت لاستعادة اليمن من إيران واستعادة الدولة اليمنية من الانقلاب فحسب، بل لاستعادة السيطرة والنفوذ من عملاء إيران وتأمين الخليج والعالم من شر مستطير تسعى له طهران. دفن مشروع التوريث ضمن أحد محاور الندوة والذي جاء تحت عنوان «عاصفة الحزم.. نجاحات وتحديات وما قبل العاصفة»، قال رئيس دائرة التوجيه المعنوي اللواء محسن خصروف في كلمته، إن تحالف الحوثيين والمخلوع صالح لم يكن وليد الثورة التي أطاحت بالأخير، مستشهدا بواقعة حدثت أثناء وجوده مصادفة في لقاء للمخلوع صالح مع قيادات في الجيش عام 1984، حيث كانوا يطرحون تخوفاتهم من انتفاضة ضده في حال تنفيذه لمشروع التوريث، فيما قال صالح إنه في حال حدوث أي شيء فسيتم الاستعانة بميليشيات صعدة، في إشارة إلى الحوثيين الموالين لإيران. وأضاف خصروف أن أبرز حدثين شهدهما اليمن مؤخرا هما، ثورة فبراير، التي أطاحت بالمخلوع وأنهت مشروع التوريث، ثم عملية عاصفة الحزم، التي دفنت المشروع الطائفي إلى الأبد. ما بعد الحزم تحدث مدير عام الأخبار بإذاعة مأرب المحلية في ورقته عن «السيناريوهات المتوقعة بعد العاصفة» فقال إن اليمن شهد خلال المائة عام الماضية نحو 30 حربا، أي أكثر من نصف حروب المنطقة، داعيا اليمنيين إلى صناعة المستقبل والذي رمت إليه عملية عاصفة الحزم، لافتا إلى أن سياسة الأشقاء تجاه اليمن انتقلت من سياسة الاحتواء إلى ما هو أبعد من ذلك بتقديم كل أشكال الدعم. وأشار إلى أن أطماع إيران ماتت على أسوار مأرب وتعز وعدن، ورغم ذلك فإن شبه الجزيرة العربية ما زالت تواجه تهديدات خطيرة داخلية وخارجية، تتطلب مزيدا من الجهود لمجابهتها. ما قبل العاصفة في ورقته «اليمن ما قبل العاصفة» استعرض الدكتور يحيى الأحمدي، الأوضاع السياسية التي مرت بها اليمن قبل عملية عاصفة الحزم، مشيرا إلى أن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني هي الوثيقة الأهم في تاريخ اليمن الحديث من أجل تجنيب البلاد ويلات الحروب والأزمات التي نعيشها اليوم. وعن انخراط الحوثيين في ثورة فبراير، أكد الأحمدي أن انخراطهم كان له أهداف مبيتة بالتحالف مع صالح ليصبحوا خنجرا في خاصرة الثورة. وحول سياسية إيران لدعم الانقلاب وتمويل مشروعها الجديد في اليمن، أشار الأحمدي إلى أن إيران سارعت بعد سقوط صنعاء لتسيير رحلات جوية بلغت 14رحلة أسبوعيا لنقل الأسلحة والخبراء والمقاتلين، إضافة إلى إجراء ميليشيات الحوثي لمناورات على الحدود السعودية، ومن بينها مناورة أطلق عليها «الطريق إلى مكة». وذكر أن عاصفة الحزم جاءت بطلب من الرئيس عبد ربه منصور هادي، لدحر الانقلاب الحوثي الممول إيرانيا وحماية الشعب اليمني وإعادة الشرعية للبلاد. نتائج عاصفة الحزم استعادة السيطرة من عملاء إيران منع نشوب حرب إقليمية التأكيد على استقلالية القرار العربي إعادة رسم مسارات المستقبل للمنطقة إنهاء المشروع الطائفي باليمن