قام أحد المواطنين بتصوير جالية فلبينية تقوم بتنظيف كورنيش الخبر من المخلفات التي تركها مرتادو الكورنيش بعد انصرافهم. نحيي ونقدر ما قامت به تلك الجالية ونتمنى أن تنتشر هذه الثقافة عند جميع المواطنين والمقيمين ممّن يأتون إلى الكورنيش والواجهات البحرية للاستمتاع بمنظر البحر، والاستفادة من المسطحات الخضراء والمرافق التي وضعتها البلديات لخدمتهم بالمجان. أستغرب في الحقيقة من تصرف بعض الناس الذين يأتون إلى البحر أو الكورنيش ليستمتعوا ويفرحوا ويقضوا أوقاتا ترفيهية وممتعة، ويجدون جميع الخدمات مقدمة لهم بالمجان من جلسات ومظلات وشاليهات ومسطحات خضراء وزهور جميلة، والتي قد كلفت الدولة الملايين من الريالات والكثير من الجهد، وعوضا عن رد الجميل لما قدّم لهم وبعد أن يستمتعوا بأوقاتهم ينصرفون إلى بيوتهم تاركين أكواما من القمامة خلفهم. والأغرب أنه لو عاد في المرّة القادمة ووجد كيسا فارغا أو علبة فارغة مرمية هنا أو هناك كال حزمة من النقد والشتائم على البلدية لعدم تنظيفها المكان. إذا أردنا أن نضع حلا للمشكلة فعلينا أن نضع أصابعنا على مكمن الخلل وكشفه، ولهذا أقولها وبصراحة وبدون مواربة ولا حياء إن أكثر من يرتاد الكورنيش والواجهات البحرية هم إخواننا العرب، وإن أكثر من يترك القمامة خلفهم عند انصرافهم بعض إخواننا العرب وللأسف. لكي لا أتهم بالشيفونية والعنصرية يشهد الله أنني أشعر بالسعادة والفخر عندما أرى الأجانب والمقيمين، سواء من العرب أو غيرهم، وسواء كانوا مسلمين أو غير ذلك، أسعد كثيرا عندما أراهم سعداء في هذا الوطن، ومن حقهم أن يستفيدوا من الخدمات المجانية التي تقدمها الدولة أسوة بالمواطنين وعلى حد سواء. ولكن يجب أن يقدروا ما يقدم لهم من خدمات، وأن يكون لديهم الحس الأدنى لرد الجميل الذي نتمنى أن يكون على الأقل بعدم ترك أذى للآخرين. وفي حالة الكورنيش والواجهات البحرية التي هي موضوع المقال، فإننا لا نطلب من إخواننا العرب أن يقوموا بتنظيفها، ولكن نطلب منهم فقط أن يضعوا مخلفاتهم في الأماكن المخصصة لها عند انصرافهم. ولو أن طريقة التمني والترجي لا تفيد ولم تفد في يوم من الأيام، ولهذا نأمل من الأمانات والبلديات أن تصدر قسائم مخالفة، وأن يقوم موظفون راجلون بإصدارها على كل من يسيء التصرف في الأماكن الترفيهية كشواطئ البحر والكورنيش والواجهات البحرية.