ذكر دبلوماسيون في لشبونة أن قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) وافقوا على استراتيجية لمدة 10 أعوام ، تهدف إلى السماح للحلف بالعمل خارج نطاق أوروبا ومواجهة الأسلحة الجديدة مثل الهجمات الإلكترونية. وقال الأمين العام للحلف، أندرس فو راسموسن،في افتتاح القمة ال22 للحلف في العاصمة البرتغالية لشبونة مساء أمس،إن دول التحالف ال28 وافقت على المفهوم الاستراتيجي الجديد في قمة لشبونة. وقال راسموسن للصحفيين "إنها فعلا لحظة تاريخية. حلف الأطلسي مجتمع لا يضاهى للسلام والأمن والقيم المشتركة لكن العالم يتغير". وأضاف "نحن نواجه تهديدات وتحديات جديدة وسيضمن هذا المفهوم الاستراتيجي أن يبقى الحلف فعالا كما كان دوما في الدفاع عن سلامنا وأمننا، إنه يجدد أيضا الطريقة التي يقوم الحلف من خلالها بالدفاع في القرن الحادي والعشرين". وتؤكد الوثيقة -وهي أشبه ببيان مهمة للمنظمة في العقد القادم- التزام الحلف بالدفاع عن أي من الأعضاء إذا تعرض لهجوم. من جانبه أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما ،أن الحلف حقق "تقدما جوهريا" خلال قمة لشبونة، واتفق قادة دوله على نظام دفاعي مضاد للصواريخ. وقال أوباما "إن الولاياتالمتحدة وحلفاءنا في الحلف حققوا تقدما جوهريا" مضيفا أنه تم الاتفاق على نظام دفاعي مضاد للصواريخ. وأضاف الرئيس الأميركي"أعلن إليكم بسرور أننا للمرة الأولى اتفقنا على تطوير نظام دفاعي مضاد للصواريخ سيكون قويا بما يكفي لتغطية الأراضي الأوروبية للحلف مع سكانها إضافة إلى الولاياتالمتحدة". وكان أوباما دعا إلى إنعاش الحلف بعد وصوله صباح أمس إلى لشبونة حيث يشارك حتى مساء اليوم في ثلاث قمم، هي قمة لحلف الأطلسي، وقمة بين الحلف الأطلسي وروسيا، وقمة بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. وقال أوباما في ختام غداء في قصر بيليم برفقة الرئيس البرتغالي أنيبال كافاكو سيلفا بحضور رئيس الوزراء البرتغالي جوزيه سوكراتيس "نحن في لشبونة من أجل إنعاش الأطلسي في القرن ال21 وتعزيز الشراكة بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي". وأعرب أوباما عن استعداده للعمل في قمة الأطلسي "مع شركاء" الولاياتالمتحدة من ضمن "الأطلسي وإيساف" أي قوة الحلف للمساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان، على فتح "مرحلة جديدة" "هي المرحلة الانتقالية أو نقل المسؤوليات إلى الأفغان، والتي تبدأ عام 2011 ويفترض أن تنتهي عام 2014 في مناطق البلاد كافة". وتابع "كما أن هذه القمة تقدم فرصة فريدة لتنسيق وجهات نظرنا" حول أفغانستان. وفي الوقت نفسه ، قال الرئيس أوباما لصحيفة (إل بايس) الإسبانية اليومية إن الحلف بحاجة إلى أن يحتفظ ب "ترسانة نووية فعالة" طالما بقيت الأسلحة النووية ، رغم الجهود التي تبذل من أجل عالم خال من الأسلحة النووية. وقال دبلوماسيون إن تركيا بدت كعقبة رئيسية أخرى في طريق صفقة الدرع الصاروخي ، قائلين إن أنقرة ترغب في منح مسؤولين أتراك دورا رئيسيا في قيادة الدرع المستقبلي. وتعتبر تركيا مرشحا رئيسيا لاستضافة محطة رادار أميركية الصنع كجزء من النظام الدفاعي الصاروخي. إلى ذلك اتفقت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أثناء الاجتماع الثاني لمجلس الطاقة الأوروبي- الأميركي على هامش قمة الأطلسي على أن أوكرانيا ينبغي أن تبذل مزيدا من الجهود لتطوير البنية الأساسية لقطاع الطاقة خاصة فيما يتعلق بدورها كطريق عبور لإمدادات الغاز. ويناقش الحلف مقترحات لحماية كافة أراضي الدول الأعضاء عن طريق نشر صواريخ دفاعية أميركية طويلة المدى في أوروبا وإقامة نظام متصل بالحاسب الآلي لربط العديد من أنظمة الصواريخ قصيرة المدى في الدول الأعضاء معا. ومن المقرر أن يبحث القادة هذه القضية في وقت لاحق. وتوصلت فرنسا وألمانيا قبل افتتاح القمة بقليل إلى اتفاق ينهي خلافهما على دور قوة الردع النووية والدرع المضاد للصواريخ كما أفاد مصدر فرنسي. وقال المصدر "تم التوصل إلى اتفاق بين فرنسا وألمانيا بشأن النقاط التي تجرى بشأنها نقاشات بين البلدين" دون إعطاء تفاصيل.