ساد الصمت والترقب وزارة التعليم وقطاعاتها في الرياض أمس وأول من أمس إزاء حالتين، تتعلق الأولى بالحالة المناخية وعدم التحذير منها، والثانية برفض الرد على تساؤلات الصحفيين، حيث عادت الوزارة أمس للواجهة بعد موجة الغبار التي اجتاحت الرياض، ولم تتدخل بتعليق الدراسة حماية للطلاب، ولم تكن هيئة الأرصاد في الموعد أيضا، حيث خلت تحذيراتها من أي حالة عن الرياض، وهو ما أوقع الطلاب بين كماشة البروتوكول، الذي أدى ببعضهم في النهاية إلى مستشفيات وزارة الصحة التي تحملت العبء. استقبال الحالات المرضية وحسب مصادر مطلعة ل«الوطن»، فقد استقبلت مستشفيات وزارة الصحة أكثر من 2000 حالة، بسبب موجات الغبار، في حين لم يتم حساب الحالات التي راجعت المستشفيات الخاصة، وهو ما يكبد الوزارة عن الحالة الواحدة 275 ريالا. وفيما لم تبث الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة أي تحذير لموجة الغبار التي اجتاحت مدينة الرياض، طالبت أسر طلاب وطالبات التعليم العام إدارة تعليم الرياض أمس بتعليق الدراسة حفاظا على صحة أبنائهم وبناتهم، ولكن الإدارة لم تستجب لرغبات الأسر والطلبة أيضا الذين طالبوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمراسلة حساب الإدارة في «تويتر» دون جدوى، إلا أن رحمة معظم الأهالي كسرت البروتوكولات المعمول بها لتعليق الدراسة، وأبقوا أبناءهم في المنازل.
الأرصاد صامتة لم تتطرق الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة في تحذيراتها إلى مدينة الرياض التي شهدت نشاطا في الرياح السطحية، حيث أدت إلى إثارة الأتربة والغبار مما تسبب في الحد من الرؤية الأفقية. وشملت التحذيرات محافظات مختلفة من منطقة الرياض منها محافظة الخرج والأجزاء المجاورة لها، والمزاحمية، والدرعية، ورماح والأجزاء المجاورة لها، وروضة سدير، والزلفي والأجزاء المجاورة لها. «الوطن» سعت للتواصل مع المتحدث الرسمي للهيئة حسين القحطاني، الذي لم يجب على الاتصالات المتكررة للصحيفة، والإجابة على تساؤلاتها عما إذا كانت الهيئة قد أبلغت إدارة تعليم الرياض بالحالة الجوية. قرارات جرئية لقادة المدارس «الوطن» تواصلت مع المتحدث الرسمي لإدارة تعليم الرياض علي الغامدي، وطرحت عليه تساؤلين أولهما: لماذا لم تعلق إدارة تعليم الرياض الدراسة أمس مع تأثر الأجواء بموجة غبار؟، والآخر هل وصل إلى إدارة التعليم أي تحذير من الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة يفيد بعدم الحاجة لتعليق الدراسة؟، إلا أن الغامدي لم يجب على السؤالين. ولم ينتظر عدد من قادة مدارس التعليم العام بالرياض أمس مسؤولي وزارتهم أو الإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض تعليق الدراسة أمس بسبب سوء الأحوال الجوية، حيث عمد عدد من قادة المدارس إلى السماح بخروج الطلاب منها، وتعليق اليوم الدراسي بعد إرسالهم رسائل نصية لأولياء أمورهم، تؤكد انصراف أبنائهم قبل الموعد المعتاد بساعتين على الأقل. وعلى صعيد متصل، ارتفعت نسبة غياب الطلاب أمس، ووصلت في بعض المدارس لأكثر من %50 من عدد الطلاب الكلي. وكانت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أطلقت إنذارا متقدما لسوء الأحوال الجوية بمنطقة الرياض أمس دون التطرق لحالة مدينة الرياض. ورغم شدة الموجة إلا أن الإدارات التعليمية والمدارس لم تصدر أي قرار بتعليق الدراسة قبل حضور الطلاب والطالبات، وسط انتقادات العديد من أولياء الأمور الذين اتخذوا قرارهم بعدم إرسال أبنائهم للمدارس. وبادرت عدد من المدارس باستقبال طلابها أمام بوابات الدخول بتوزيع الكمامات الواقية من الغبار، وتوجيههم بسرعة الدخول للفصول الدراسية تجنبا لتأثير الموجة الغبارية على صحتهم، حيث يعاني العديد منهم من أمراض الربو وحساسية الصدر التي تزداد حدتها في مثل هذه الأجواء. وطالب مواطنون وزارة التعليم بالقيام بمسؤولياتها فيما يتعلق بصحة أبنائهم، مشيرين إلى أن موجة الغبار بدأت قبل منتصف ليل أول من أمس، واستمرت طوال يوم أمس، وكان يفترض إصدار قرار بتعليق الدراسة للحفاظ على سلامة الطلاب. خدمات مجانية بالمستشفيات من جانبها، قدمت وزارة الصحة ممثلة في المستشفيات التابعة بمنطقة الرياض خدماتها لأكثر من 2000 مراجع، توعكوا بسبب الحالة الجوية. وأكدت مصادر طبية ل«الوطن» أن جميع الحالات التي تم استقبالها قدمت لها الخدمات الطبية، حيث استقبل مستشفى الأمراض الصدرية في الرياض 186 حالة، فيما استقبل مستشفى الملك سلمان 444 حالة، ومستشفى الإيمان 62 حالة، ومدينة الملك سعود الطبية 62 حالة، ومستشفى اليمامة 155 حالة. كما استقبل مستشفى الخاصرة العام 46 حالة، ومستشفى حوطة سدير نحو 21 حالة، ومستشفى الأفلاج 4 حالات، ومستشفى الإمام عبدالرحمن الفيصل 14 حالة، ومستشفى القويعية 39 حالة ربو، بينما استقبل طوارئ مستشفى الزلفي العام في إحصائية لحالات الربو خلال الأيام الخمسة الأخيرة 782 حالة، واستقبل خلال اليوم المنصرم 195 حالة، واستقبل مستشفى الأرطاوية 36 حالة خلال ال24 ساعة الماضية. وأكدت المصادر، أن هذه الخدمات المجانية التي قدمتها وزارة الصحة لما يزيد على 2000 حالة تقدر تكلفة علاجهم في القطاع الخاص بما يزيد على 550 ألف ريال بواقع 275 ريالا للفرد الواحد، شاملة الكشف الطبي و3 جلسات بخار في اليوم الواحد.