لم يعتقد الكونجرس الأميركي أن فيروس "ستكسنيت" الذي أشيع أنه استهدف محطات الطاقة النووية الإيرانية، قد يتحول إلى وحش يهدد أمن البنى التحتية الحيوية في جميع أنحاء العالم. هذا ما أدلى به خبراء في شهادتهم أمام الكونجرس هذا الأسبوع. شون مكجيرك رئيس دائرة أمن الإنترنت في وزارة الأمن الوطني الأميركية قال أمام الكونجرس "هذا الفيروس يمكن أن يدخل تلقائيا أي نظام، ويسرق صيغة المنتج الذي يتم صنعه، ويغير خلط المكونات في المنتج، ويخدع المشغلين وبرامج مكافحة الفيروسات عبر إيهامهم بأن كل شيء على ما يرام". ووصف مكجيرك تطوير فيروس "ستكسنيت،" بأنه "سيغير قواعد اللعبة،" مضيفا "ليس هناك ما يكفي من المعرفة لتحديد ما كان على وجه التحديد الهدف من الهجوم... والقول يقينا إن الفيروس صمم خصيصا لاستهداف منشأة خاصة يعد أمرا صعبا." وكانت إيران قد نفت في سبتمبر الماضي أن يكون مفاعل بوشهر النووي قد أصيب بفيروس "ستكسنيت" المدمر، الذي ذكرت تقارير أنه أصاب نحو 30 ألف كمبيوتر في إيران، في حين قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي إن "الأعداء فشلوا في الهجوم الفيروسي." ويقول خبراء في أمن الإنترنت، إن فيروس "ستكسنيت،" هو أخطر برمجيات الكمبيوتر الخبيثة التي تم اكتشافها، والتي تم تطويرها ولديها القدرة على استهداف أنظمة التحكم الصناعية، خصوصا بعد إصابة أجهزة إيرانية بها. ويشرح خبراء عمل الفيروس، مؤكدين أنه هجوم يذهب مباشرة إلى أنظمة "التحكم بالبرمجة،" وهي المسؤولة عن البرمجة في معظم الآلات الصناعية، مما يعني أنها الدماغ في تلك الآلات. ويستخدم الفيروس ثغرات في تلك البرمجيات، عن طريق البحث عنها أثناء تطوير البرنامج أو تحديثه، بمعنى أنه يزيد فرصة العثور على طريقه إلى النظام في حالة وجود أي ثغرة فيه، حتى وإن تم إصلاحها. وبمجرد أن تصيب تلك البرمجيات الخبيثة النظام، يمكنها أن تنتشر إلى أجهزة الكمبيوتر الأخرى على الشبكة الداخلية. ورغم أنها ليست مستندة إلى الإنترنت، إلا أنها يمكن أن تنتشر من خلال استخدام الإنترنت غير المباشر.