واصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضغط على الإدارة الأميركية، واشترط عليها في مقابل عقد جلسة للحكومة الأمنية والسياسية الإسرائيلية المصغرة للتصويت على تفاهم إسرائيلي - أميركي بشأن تمديد تجميد للاستيطان في الأراضي الفلسطينية لفترة 3 أشهر الحصول على تعهد خطي بأن يكون هذا التمديد هو الأخير. وقالت مصادر إسرائيلية إن "نتنياهو مصر على استجابة الولاياتالمتحدة للشروط التي وضعها مقابل إقرار الصفقة حول تجميد مشاريع البناء في المستوطنات". وأضافت أن "رئيس الوزراء يريد الحصول على ورقة خطية تفصّل جميع التفاهمات التي كان قد توصل إليها مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بهذا الخصوص ليتسنى له طرح القضية على المجلس الوزاري المصغر للتصويت عليها". وقد واصل المحامي إسحاق مولخو، كبير المفاوضين الإسرائيليين، مفاوضاته في واشنطن مع المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط السيناتور جورج ميتشيل بهدف الوصول إلى اتفاق حيث قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي عدم الدعوة لاجتماع للحكومة الأمنية والسياسية الإسرائيلية المصغرة من أجل التصويت على الاقتراح الأميركي ما لم يحصل على تعهد أميركي خطي بعدم المطالبة بتمديد تجميد الاستيطان بعد انتهاء فترة الثلاثة أشهر. وعلم في هذا الصدد أن الصيغة التي تقترحها الولاياتالمتحدة هي"التقدم خلال الأشهر الثلاثة المقبلة ستجعل تمديدا آخر غير ضروري"، وهو ما يرفضه نتنياهو ويصر على وضوح بأن التمديد هو الأخير. وقال نير حيفتس، رئيس الدائرة الإعلامية في ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلي، "إن عملية صياغة التفاهمات الإسرائيلية الأميركية تستغرق بعض الوقت". في غضون ذلك، استمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس من مساعد المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط، السفير ديفيد هيل، عن تفاصيل الاتفاق المتبلور بين الولاياتالمتحدة والحكومة الإسرائيلية. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة "تم خلال الاجتماع طرح الأفكار والطروحات الأميركية وتم تقديم العديد من الاستفسارات الفلسطينية للمبعوث الأميركي، والمشاورات مستمرة وستتواصل بين الجانبين الفلسطيني والأميركي". وأضاف "ليس هناك اتفاق حتى الآن، لكن المشاورات الفلسطينية-الأميركية مستمرة وما زلنا بانتظار الموقف الرسمي الأميركي النهائي حول ما سيتم التوصل إليه مع الجانب الإسرائيلي". وفي نفس الإطار، وقع 14 من نواب كتلة حزب الليكود في الكنيست على رسالة رؤساء السلطات المحلية في المستوطنات إلى نتنياهو التي تدعوه إلى عدم تمديد فترة تجميد البناء الاستيطاني. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن من بين الموقعين على الرسالة الوزراء الثلاثة سيلفان شالوم وبيني بيغين وموشيه يعالون ونواب الوزراء ايوب قرا وليئا نيس وغيلا غمليئيل. وانتقد الوزير يعالون بشدة الاقتراح الأميركي بشأن تمديد فترة تجميد البناء الاستيطاني حيث قال إنه إذا قبلت إسرائيل بهذا الاقتراح فإن ذلك يعني الرضوخ للفلسطينيين، معتبرا أن مثل هذا القرار سيمس بقدرة إسرائيل في الالتزام بمبادئها في المفاوضات. على صعيد آخر، قتل الشقيقان محمد وإسلام ياسين (20 و39 عاما) اللذان ينتميان إلى جماعة "جيش الإسلام" السلفية في غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارتهما في منطقة السامر وسط غزة أمس. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قام بمشاركة جهاز الأمن الداخلي (الشين بيت) "بشن هجوم ضد عضو بارز في جيش الإسلام". وأضاف أن إسلام ياسين "كان متورطا بصورة مباشرة في مخطط لاختطاف إسرائيليين في سيناء". وقال مصدر في " جيش الإسلام" فضل عدم الكشف عن اسمه إن "الشهيدين يتبعان للجماعة" دون مزيد من التفاصيل.