قدرت منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" أمس فاتورة استيراد الطعام في العالم بنحو تريليون دولار بنهاية العام الجاري، حيث أكدت الفاو في تقرير حصلت "الوطن" على نسخة منه أن أسعار معظم السلع ارتفعت بصورة كبيرة مقارنة بعام 2009، بسبب الطقس السيئ، والقيود التي فرضتها بعض الدول على التصدير إضافة إلى تقلبات أسواق العملات. وحذرت "الفاو" من حدوث نقص في إمدادات القمح عالميا، رغم تزايد المساحات المزروعة في أوروبا والولايات المتحدة. وخفضت "الفاو" تقديراتها للإنتاج العالمي من الحبوب في 2010 إلى 2.21 مليار طن مقارنة مع التقدير السابق بإنتاج 2.24 مليار طن. وقالت إن إمدادات وفيرة من الأرز والقمح والذرة البيضاء وهي أهم محاصيل غذائية أساسية في كثير من الدول المعرضة للأزمات ستحد من مخاطر تكرار أزمة غذاء 2007-2008 وما صاحبها من تكالب مذعور على الشراء. وأضافت الفاو في تقريرها حول مستقبل الطعام أنه "نظرا لعدم انحسار الضغوط على الأسعار العالمية لمعظم السلع الأولية فإنه يتعين على المجتمع الدولي أن يظل متيقظا ومستعدا لأي صدمات أخرى في الإمدادات في عام 2011". وقالت الفاو "في ضوء تراجع الإنتاج في العالم فإن حجم المحاصيل العام المقبل سوف يمثل عاملا حاسما في تحديد درجة الاستقرار في الأسواق العالمية". وذكرت أن الأسعار العالمية قد تشهد مزيدا من الارتفاعات إذا لم يرتفع الإنتاج العام المقبل بصورة كبيرة خاصة الذرة وفول الصويا والدقيق. لكنها أكدت أن احتياطيات الأرز فقط هي التي سترتفع بنسبة 6 %، ومع ذلك أشارت إلى أن الأرز الذي يبدو عرضه مناسبا أكثر من الحبوب الأخرى ربما تتأثر أسعاره إذا استمرت أسعار المحاصيل الغذائية الأساسية الأخرى في الارتفاع. وأظهر تقرير الفاو أن أسعار السكر عالميا فاقت مؤخرا أعلى مستوياتها للسنوات الثلاثين الماضية متوقعا أنها ستظل مرتفعة مع تقلب شديد في السعر، وذكر أن تكاليف استيراد الطعام بالنسبة للدول الأكثر فقرا من المتوقع أن ترتفع بنسبة 11 % خلال العام الجاري وبنسبة 20 % بالنسبة للدول الأقل دخلا التي تعاني من عجز في الغذاء.