كشفت منظمات إنسانية عاملة في جنوب السودان أن عمليات تدفق الجنوبيين القادمين من شمال السودان للمشاركة في استفتاء الجنوب "أربكت السلطات المحلية بشكل كبير"، فيما أشارت مفوضية الاستفتاء إلى استمرار سير عملية التسجيل للاستفتاء بكافة المراكز بالعاصمة والولايات وعدد من دول المهجر بصورة جيدة خاصة في اليوم الثاني للتسجيل. وقال الأمين العام للمفوضية السفير محمد عثمان النجومي إن المفوضية قامت بتكوين غرفة عمليات لمتابعة سير التسجيل في كافة الولايات، متوقعاً أن يشهد اليومان القادمان إقبالا كبيراً من سكان الجنوب على كشوفات الناخبين بمراكز التسجيل توطئة للإدلاء بأصواتهم حول تقرير مصير الجنوب. وأطلقت سلطات جنوب السودان برنامج "عودوا إلى دياركم للاختيار"، وهي الحملة التي بلغت كلفتها 25 مليون دولار لإعادة حوالي 1,5 مليون جنوبي يعيشون في الشمال إلى ديارهم قبل موعد الاستفتاء في 9 يناير المقبل. ومن الصعب تحديد عدد الجنوبيين الوافدين إلى بانتيو في منطقة أبيي. وأشارت ولاية الوحدة والمنظمة الدولية للهجرة إلى أن عددهم بلغ 12 ألفا منذ سبتمبر. وأربك هذا التدفق المفاجئ، السلطات المحلية التي أرغمت على مصادرة خمس مدارس في بانتيو لإيواء الوافدين الجدد موقتا لأن الأمطار أعاقت الوصول إلى بعض القرى خصوصا في مايوم وابييمنوم. وقال مسؤول في منظمة إنسانية في بانتيو "إنها فوضى عارمة". وأضاف "لم يكن هناك استعدادات على الإطلاق وصدمنا عندما رأينا أن 50 حافلة وصلت مطلع نوفمبر خلال يومين. كنا نظن أن الحكومة ستقود العمليات وأننا سنقدم الدعم لها، لكن الأمر عكس ذلك تماما". وأقر الحاكم تابان دينج جاي بأن "عودة هؤلاء المواطنين ليست مسألة سهلة مقللا من صعوبة أوضاعهم. وقال "سيواجهون مشكلات لكنها لن تكون مختلفة عن تلك التي واجهوها في الشمال ونأمل بأن نتخطى هذه الصعوبات مع شركائنا". وحول العرض الأميركي للسودان لدفعه لاختيار مسار السلام، والذي شمل حوافز سياسية واقتصادية والذي قدمته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في خطابها أمام جلسة مجلس الأمن في نيويورك أول من أمس، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهري بالخرطوم إبراهيم ميرغني في حديث ل"الوطن"إن هذا العرض" يعتبر الأكثر سخاء من بين العروض التي قدمتها واشنطن للخرطوم ويجب التعامل معه بموضوعية وبعيدا عن التشنج". وأضاف "يجب على شريكي الحكم إنجاز استفتاء حر ونزيه والقبول بالنتائج التي سيفضي إليها ايا كانت". إلى ذلك أكد الجيش السوداني استقرار الأوضاع الأمنية في الإقليم، موضحا أن القوات المسلحة تحكم سيطرتها على كافة ولاياته. وأفاد المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية المقدم الصوارمي خالد سعد بأن الأيام الماضية شهدت استقراراً تاماً للأوضاع الأمنية في الإقليم، مشيراً إلى عدم وجود أي اشتباكات مع مجموعات التمرد بدارفور خلال الأيام الماضية.