تزايد التوتر بين تركيا واليونان، واتخذ خطا تصاعديا، عقب رفض أثينا تسليم 8 ضباط أتراك كانوا قد هربوا لليونان، في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرضت لها تركيا في يوليو الماضي، وتهديد أنقرة بشن حرب شاملة على جارتها، في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين تركياوإيران حالة من التوتر خلال المرحلة السابقة. وتأتي التوترات إثر رفض محكمة يونانية تسليم ثماني جنود أتراك، تتهمهم «أنقرة» بالاشتراك في محاولة الانقلاب، مما أثار حفيظة أنقرة، وقامت على أثرها بالإعلان عن إعادة نظرها بشأن علاقاتها مع اليونان. وكان الضباط الثمانية قد وصلوا شمال اليونان، منتصف يوليو الماضي، على متن مروحية عسكرية وطلبوا اللجوء السياسي، باعتبار أنهم سيواجهون خطرا على حياتهم في حالة العودة إلى بلادهم مرة أخرى. وصرحت اليونان يوم الأول من فبراير الجاري باختراق الطيران الحربي التركي لمجالها الجوي عدة مرات، الأمر الذي وصفه وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس ب«أساليب رعاة البقر»، ورد وزير الخارجية التركي على تلك التصريحات بأن بلاده «ما زالت تتصرف بعقلانية تجاه اليونان». حرب التصريحات وجه وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، انتقادات لوزير الدفاع اليوناني، بانوس كامينوس، ردا على الانتقادات التي وجهها الأخير إلى تركيا. وقال أوغلو «تركيا لا تدخل في سباقات مع هذه العقليات، وليس هناك داع لاستعراض القوة من قبل اليونان، لأنها أكثر من يعلم ما قد يفعله الجنود الأتراك». وهددت تركيا بإلغاء اتفاقها مع أثينا بشأن إعادة المهاجرين الذين يعبرون إلى اليونان، وذلك ردا على قرار المحكمة، وطالب أوغلو السلطات اليونانية، بتسليم الجنود، وإلا سوف تقوم بلاده بإلغاء الاتفاق الذي عقدته مع اليونان بشأن اللاجئين. خلفيات التوتر يعيد التوتر الحالي إلى الأذهان الصراع القائم بين البلدين على جزيرة قبرص منذ عقود طويلة، وشهدت المنطقة إثر ذلك حالة من التوتر الدائم بسبب وضع موطني قبرص من الأتراك، إضافة إلى صراع التصريحات الإيرانية - التركية فيما يخص الشأن السوري، خاصة عقب توجيه وزير الخارجية جاووش أوغلو انتقادات لإيران في خطاب ألقاه أمام مؤتمر «ميونخ» حول الأمن، معتبرا أن بعض أعمالها قوضت الأمن في المنطقة، وحث طهران على تشجيع الاستقرار، وقال «النظام الإيراني يسعى إلى تحويل سورية والعراق إلى بلدين شيعيين». كما اتهم الرئيس رجب طيب إردوغان، في الأسابيع الماضية، إيران بالعمل على تعزيز الاتجاهات «القومية الفارسية»، الأمر الذي أجج الخلافات في الشرق الأوسط.