في مقابلة تلفزيونية مع أحد ضيوف المهرجان الوطني للتراث والثقافة بقرية الجنادرية، طالب الضيف بأن يكون المهرجان متنقلا بين مناطق المملكة، لإتاحة الفرصة لضيوفه للاطلاع على مناطق المملكة ومدنها عن قرب، ومعرفة المزيد عنها، والحقيقة أنني قد كتبت في هذا الموضوع مقالا مطالبا فيه بمثل ما أورده الضيف قبل ما يقارب خمسة عشر عاما، كما ذكرت أن هذا المهرجان أصبح عُرسا سنويا ومناسبة وطنية يُعنى فيها بالتراث والثقافة، وأضاف مع السنين بعدا اقتصاديا وإعلاميا حتى أصبح يشاركنا في الترقب والاهتمام بهذه المناسبة أبناء الخليج والوطن العربي، وأصبحت المساهمات العالمية فيه تعد علامة بارزة، وهذا ما يشعر به الجميع، الاقتراح الذي ذكره الضيف والذي كنت قد أيدته في مقاله سابقه، ولكن في اعتقادي بعد أن أصبح المهرجان معلما ثقافيا وتراثيا يشار له في كافة أنحاء العالم، على أنه مصدر إشعاع ونور يضيء في سماء المعرفة، وبعد ما وضعت فيه البنية التحتية والإمكانات الضخمة، أصبح الإقبال على زيارته عادة محببة إلى النفس لسكان منطقة الرياض بشكل خاص، وكافة مناطق المملكة ودول الخليج والعالم العربي، بل من كافة أنحاء العالم. وأعتقد أن كل هذه المكتسبات يصعب معها نقل مقر المهرجان، ولكن لماذا لا يتم عمل قرية مماثلة صغيرة على مستوى كل منطقة تعمل تحت مظلة المهرجان الرئيسي للجنادرية تفعل هذه القرية في كل منطقة تبرز من خلاله تراثها وأدباءها، ويقام بحسب مناسبة أجوائها وتعتبر كجزء من برامج التنشيط السياحي في كل منطقة، على أن يتم التعامل مع هذه القرى التراثية في المناطق كجزء من المهرجان الوطني للتراث والثقافة، وتكون الفعاليات في القرى الفرعية، عبارة عن بروفة واختبار عملي لكل فعالية، سواء كانت تراثية أو عروضا شعبية أو أفكارا متميزة أو موهبة واعدة، لإبرازها بشكل أكبر في مهرجان الجنادرية، وليتم عبرها اختيار المتميز من كل منطقة في كافة الفعاليات، بحيث ينتقل إلى المهرجان الأساسي المتميز فقط، تحت مظلة المهرجان الوطني للتراث والثقافة، وأعتقد بذلك بأننا سوف نستفيد بما يلي: 1 استقطاب المزيد من المبدعين في كافة المجالات وبمشاركة أوسع في مهرجانات المناطق. 2 استمرارية أنشطة المهرجان الوطني للتراث والثقافة طوال العام بما يقدم في المناطق والذي سوف يكون بشكل منتظم على مدار العام. 3 نكسب رافدا متميزا لمهرجانات المناطق من حيث الإثراء المعرفي والتراثي والفكري. 4 استقطاب كل منطقة لبعض ضيوف المهرجان السنوي، وذلك للاطلاع على كافة ما تحظى به كل منطقة من تراث وفكر وإبداع، ثم يتم اجتماع هؤلاء المفكرين والأدباء في مهرجان الجنادرية السنوي، ليضعوا بين أيدي بعضهم ما شاهدوه في كل منطقة، يبرز في عمل موثق لما تحظى به كافة مناطق المملكة من جمال وتراث وثقافة وإبداع.