كشف أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، عن إطلاق المركز السعودي لتعزيز الانتماء الوطني بالمنطقة قريبا، ليكون مساندا لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني. جاء ذلك خلال تدشينه مساء أول من أمس فعاليات أسبوع «تلاحم» الذي يقيمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في المنطقة، ويستمر حتى الثاني من جمادى الآخرة 1438، متضمنا مجموعة من الفعاليات والجلسات الحوارية والبرامج والمحاضرات والدورات التدريبية وورش العمل والمعارض الفنية. واطلع الأمير فيصل على المعرض المصاحب، وشهد توقيع اتفاقية بين مجلس شباب القصيم ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، كما اطلع على القافلة، وكرم الداعمين والمشاركين. السلام الاجتماعي وأكد أمير القصيم أنه لا أمن ولا رغد عيش في مجتمع لا ينعم بسلام اجتماعي، لافتا إلى أن مما يؤثر سلبا في المجتمعات، ويهدم أركانها وبنيانها، يتمايز الناس بغير التقوى والفضائل، وذلك مما نبذه ديننا الحنيف الذي نشأ في بيئة جاهلية، كان بها فقدان للتوازن القيمي، لما فيها من سلبيات أفقدت المجتمع توازنه، لقيامها على التمييز والتصنيف دون مرجعيات تحترم إنسانية الإنسان. وأضاف: لعل أسوأ ذلك التعصب القبلي الذي يرهق الطاقة المجتمعية في صراعات معنوية ونفسية وعقلية، والذي استنكره رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم. وقال الأمير فيصل «بعد أن أعزنا الله بنعمة الإسلام وأخلاقه وفضائله، ينبغي أن نشكر تلك النعمة بالحفاظ على ذلك الجمال الإنساني، بأن نجعل قيم ديننا ومبادئه عنوانا عريضا لماهيتنا الإنسانية التي لا ترتقي أو تكرم، إلا بهذا الدين الذي ينبذ التعصب القبلي وكافة أشكال العصبية والتعصب بما فيها التعصب المذهبي». العصبية القبلية من الجاهلية أكد الأمير فيصل بن مشعل أن تصنيف المجتمعات المسلمة والمسلمين إلى جماعات وأحزاب أمر خطير للغاية، وينذر بتقسيم مجتمعنا، وتمتد الخطورة إلى الأمن الوطني ووحدة الصف، فيما نجده من بروز إرهابيين ومتطرفين، موضحا أن العصبية القبلية والعنصرية الأسرية أو المناطقية، من ضروب الجاهلية، وأن العصبية الضيقة في النسب أو الأصل لا تغني الإنسان شيئا في الميزان الإنساني والديني، وأن من يتمسك بما عليه من شرف الأصل والمكانة، إنما هو في جاهلية من فكره وحاله، ولا يمكن أن نتعارض مع قيم ديننا بهذا العنت الذي يقودنا إلى التناقض، وكأننا نرى بعض مسائل الدين لا تعنينا أو غير جديرة بالاهتمام، وأن الدين القيم رسالة سلام وأمن وتسامح ومساواة وعدل بين جميع البشر. نموذج فريد لبناء الدولة وأشار أمير القصيم إلى أننا أمام متغيرات عالمية على مستويات شتى، وتبقى بلادنا -بتوفيق الله- راسخة أمام جميع هذه التحديات والتهديدات التي تواجهها، تمثل أروع الأمثلة في علاقة الحاكم بالمحكوم والراعي بالرعية في قوة التلاحم وصدق الولاء وحسن التواصل، بفضل تمسكها بعقيدتها وتحكيمها لشرع الله، ومن ثم حسن القيادة وجوهر أخلاقها، مبينا أن ما تعيشه البلاد اليوم من تلاحم بين القيادة والشعب استطاع أن يقدم وقيادته بتكاتفهما منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- نموذجا فريدا في بناء دولة التوحيد والبناء والتنمية. وبين أن قضية الإرهاب في عصرنا الحالي من أهم القضايا التي تهم جميع الدول وكافة المجتمعات لخطورتها على أمن الدول، وزعزعة استقرارها، موضحا أن جرائم الإرهاب الوحشية تشكل انتهاكا خطيرا لكرامة الإنسان وحقوقه، وينبغي محاربتها بكافة الوسائل والتعاضد في القضاء عليها، لافتا إلى أن هناك مهددات حقيقية للأمن وللوحدة الوطنية لا تقل خطرا عن الإرهاب، تكمن في الشعارات الداعية إلى العنصرية المناطقية والنعرات القبلية والعائلية والتحزبات الدينية والمذهبية والتفاخر بالأنساب والأحساب. تعزيز الجهود الفكرية ألقى الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن معمر، كلمة أوضح فيها أن المركز أطلق برامج ومبادرات تركز على مساندة الجهود الأمنية وتعزيز التلاحم المجتمعي، وتعزز لدينا قناعة مطلقة بأهمية الحوار والتماسك الاجتماعي في إدارة الاختلاف وفي تقريب وجهات النظر وصناعة الرأي، وبناء جسور من التعاون والتفاهم بين فئات المجتمع حول قضايانا الوطنية المتنوعة. وأشار إلى أن برنامج تلاحم الذي تشهده منطقة القصيم يهدف عبر برامجه المتنوعة إلى تعزيز وتنسيق الجهود الفكرية بما يعزز لحمتنا الوطنية، ويساند الجهود الأمنية والفكرية، ويحمي مجتمعنا من الأفكار والنزاعات المتطرفة والإشاعات الكاذبة، والعمل على تحقيق القيم الفكرية والاجتماعية التي تضمنتها رؤية المملكة 2030 التي تؤكد على تعزيز قيم الوسطية والتسامح، وأن الأهداف النهائية لبرنامج تلاحم تصب في تعزيز فكرة التعايش المجتمعي. التمسك بالوحدة الوطنية بين عضو هيئة كبار العلماء، رئيس مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، الشيخ الدكتور عبدالله المطلق، دور العلماء والدعاة في تعزيز التلاحم الوطني، خلال محاضرة أدارها عضو مجلس أمناء المركز الدكتور حسن الهويمل، تناول فيها جوانب التلاحم الوطني، وصوره في المجتمع السعودي، والثوابت الدينية والشرعية التي يستند عليها، وضرورة التمسك بالوحدة الوطنية، والتعاون على البر والتقوى، وما جاء به الإسلام من تعضيد للتكافل والتعايش والتضامن. كما تحدث المطلق عن دور العلماء والدعاة في مواجهة أشكال التطرف والتعصب، وبيان المشكلات التي تواجه المسلمين اليوم، وتعزيز التمسك بالثوابت والوحدة الوطنية.