تفضل الكثير من العائلات في الأحساء أن يكون الغداء في عيد الأضحى المبارك"طبخة المندي" الذي يعد على جذوع النخيل أو حطب الأشجار القوية، وسط التنانير المصنوعة من الخزف، أو الحديدية، ويأتي حرص الأهالي على تناول "المندي" كإحياء لموروث شعبي تناقله الأجداد من جيل إلى جيل، وتشهد محلات الطبخ إقبالاً متزايدًا يصل إلى رفض قبول زبائن بعد اكتمال طاقة المطبخ الاستيعابية. وقال عباس علي صاحب أحد المطبخ بالأحساء إنه تم حجز مواعيد غداء عنده منذ وقت مبكر حتى اكتمال العدد الذي يستطيع طبخه، ولم يفضل زبائنه الطبخ العادي في أيام العيد، وعلل ذلك بأن الأضحية يطمع في أكلها الكثير تأسيًَا بسنة المصطفى – صلى الله عليه وآله وسلم- حيث يدعى لها الفقراء والجيران والأقارب، ومن هنا تكون الفرحة أكثر بطعم المندي الذي يتميز برائحته الزكية وطعمه الفريد الذي يفتح الشهية، فيما يفضل أبوعبدالله أن يطعم عائلته وأقاربه بالمندي كاحتفالية خاصة بالعيد، وفيه شيء من رائحة الحنين إلى الماضي. ويصل سعر الطبخ إلى 230 ريالا للذبيحة الواحدة، ورغم تحذيرات بعض الأطباء من مخاطر تناوله نتيجة عدم احتراق الأخشاب بالكامل، مما يتسبب في تشبع اللحم والأرز بغاز ثاني أكسيد الكربون، إلا أن ذلك لم يقلل من نسبة الإقبال على تلك الأكلات.