في وقت انتهت مفاوضات أستانا حول إيجاد سبل لتسوية الأزمة السورية بدون التوقيع على بيان ختامي، ووسط خلافات بين جميع الأطراف، أعطت تصريحات وزارة الخارجية الروسية حول نجاح المباحثات انطباعا بتوافقات نسبية يمكنها أن تكون قاعدة انطلاق في لقاء جنيف 4 المقرر انعقاده في 23 فبراير الجاري بعد أن تأجَّل مرتين خلال الشهر الحالي. وكانت المباحثات قد تأخرت لعدة ساعات، بسبب خلافات بين المعارضة المسلحة وتركيا من جهة، وبين روسيا وإيران من جهة أخرى، مع عدم ارتياح لممثلي نظام الأسد الذين أدلوا بتصريحات تشير إلى عدم موافقتهم على مواقف روسيا بشأن وقف الغارات وضرورة الضغط على نظام دمشق. كما اختتم هذا اللقاء أيضا بتعهدات روسية بوقف الغارات على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية. توقعات بالفشل كانت مصادر بالمعارضة قد توقعت إمكانية فشل مباحثات أستانا التي انطلقت أمس، وسط خلاف تركي روسي بشأن أجندة هذه المباحثات، وإصرار موسكو على دعم النظام وعدم تقديم أية تنازلات لفائدة الشعب السوري. وقال عضو اللجنة الفنية المشاركة عن المعارضة السورية في مباحثات أستانا أسامة أبو زيد، إن الساعات التي سبقت انعقاد مباحثات أستانا 2 أعطت انطباعات بأنه لن تخرج بشيء، بل على العكس قد تتمخض عنه مخرجات سلبية، مضيفا أنه إذا لم يقدم الروس تنازلات حقيقية لفائدة الشعب السوري، فإن ذلك سيؤشر على انهيار اتفاق أنقرة الموقع يوم 30 ديسمبر الماضي، موضحا أن الروس يحاولون تحقيق مكاسب دون تقديم تنازلات. آليات وقف النار قال متحدث باسم الخارجية في كازاخستان في وقت سابق، إن المباحثات -التي تشارك فيها روسيا وتركيا وإيران كدول ضامنة، ويحضرها وفد من الأممالمتحدة وآخر من الأردن بصفة مراقب- ستتناول آليات تنفيذ وقف النار والرقابة على الالتزام به. وأوضح المتحدث أن ورقة بشأن هذا الموضوع ستعرض خلال المباحثات للتوقيع عليها من قبل الأطراف المعنية والضامنة، وتوقع أن تستمر المباحثات يوما واحدا فقط ما لم تستدع الضرورة تمديدها يوما آخر. في الأثناء، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن بلاده تدعم جهود تعزيز نظام وقف إطلاق النار على كامل الأراضي السورية. من جانبه، أكد مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سورية ستفان دي ميستورا أن مفاوضات جنيف لحل الأزمة السورية المزمع عقدها يوم 23 فبراير الجاري ستبحث الدستور السوري والانتخابات تحت رعاية أممية يأتي ذلك فيما دعا دي ميستورا، الخميس، داعيا إلى مضاعفة الجهود بهدف تسوية سياسية في سورية. قصف درعا أظهرت لقطات فيديو نشرت على الانترنت قصفا لمدينة درعا السورية في وقت تحاول فيه قوات النظام طرد قوات المعارضة من المدينة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات ضارية وقعت بيت القوات الحكومية وقوات المعارضة، ولم ترد على الفور تقارير عن وقوع قتلى. وكانت فصائل من المعارضة المسلحة قد اقتحمت الأحد الماضي حي المنشية شديد التحصين، وقالت إن هدف الحملة إحباط أي محاولة من قوات النظام للسيطرة على معبر حدودي استراتيجي مع الأردن. من ناحية ثانية، قتل 24 مدنيا على الأقل خلال الساعات ال24 الأخيرة، في قصف قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات التركية نفذته على مدينة الباب، المعقل الأبرز لتنظيم داعش في محافظة حلب في شمال سورية.