نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، تقريرا لمراسلي البنتاجون والأمن القومي، بول مكليري، ودان دو لوسي، توقعا فيه أن تكون اليمن ميدانا لأولى المواجهات بين الإدارة الأميركية الجديدة وإيران، مشيرين إلى أن ذلك يعد جزءا من خطة شاملة لدى ترمب لمواجهة طهران عبر ضرب حلفائها في المنطقة. ونقلت المجلة عن أحد مستشاري ترمب - رفض ذكر اسمه كونه غير مخول بالحديث - قوله إن من المرجّح أن تنخرط واشنطن في حرب مباشرة ضد الحوثيين، بالتعاون مع حلفائها في المنطقة، الذين يمثلهم التحالف العربي لدعم الشرعية. وأضاف المصدر أن تجربة الصاروخ الباليستي، وضرب الفرقاطة السعودية أدى لزيادة تحرك مسؤولي الأمن الأميركيين ضد إيران، وأبرزهم مستشار الأمن القومي، مايكل فلين، الذي يملك خططا سريعة وجاهزة لمواجهة التجاوزات الإيرانية، لكن الأسئلة تبقى حول الوقت وتفاصيل المواجهة، وما إذا كانت ستتم في اليمن أو غيره. ساحة مواجهة أوضح التقرير أن واشنطن أرسلت يوم الخميس الماضي المدمرة كول إلى سواحل اليمن، لحماية الملاحة من انتهاكات المتمردين الحوثيين، كما تخطط لعمل مزيد من الخطوات الرادعة، مثل شن هجمات جوية بواسطة طائرات بدون طيارعلى غرار شن المزيد من ضربات "الدرونز" وزيادة المستشارين العسكريين لقوات الشرعية في اليمن، مؤكدا أن معظم مساعدي ترمب يعتبرون اليمن ساحة مواجهة مهمة ضد ايران، وأهمية تعديل الأخطاء التي يرون أن إدارة أوباما فشلت فيها، مما أدى إلى توسع إيران في كامل المنطقة. وقالت المجلة إن هذه المقاربة الجديدة يمكن أن تحمل في طياتها صداما مع إيران في العراق وسورية، وأن تشعل فتيل حرب مباشرة بين الجانبين. وأشارت المجلة إلى أن أول رد لإدارة ترمب كان في تحرك المدمرة "كول" التي كانت ترابط في مياه الخليج العربي، قبل أن تتوجه إلى مضيق باب المندب، لحماية الملاحة الدولية. ونقلت المجلة عن مسؤول في البنتاجون قوله إن المدمرة سترافق السفن لمراقبة مضيق باب المندب وسواحل البحر الأحمر، التي شهدت اعتداءات حوثية متكررة، أبرزها محاولة الاعتداء على سفينة أميركية، في نوفمبر الماضي، والاعتداء على سفينة إماراتية.
صفعات متعددة أوضح التقرير أن إدارة ترمب وجّهت العديد من "الصفعات" لإيران، ردا على النوايا العدوانية التي أظهرتها مؤخرا، بعد إطلاق تجربة الصاروخ الباليستي. وقال التقرير إن الإدارة الأميركية تجهز لحزمة من الخطوات لتحجيم نفوذ إيران في اليمن، عبر شن المزيد من الضربات الجوية، وضخ قوات خاصة أكثر، مع مستشارين عسكرين، إلى جانب عمليات مباشرة ضد المتمردين الحوثيين، وهو الأمر الذي عجزت إدارة أوباما عن القيام به، وأضاعت وقتا كثيرا حتى أصبحت غير قادرة على منع تهريب الأسلحة الإيرانية للمتمردين الحوثيين. وأضاف أن العقوبات التي فرضت على عدد من الشخصيات والكيانات الإيرانية في لبنان والإمارات والصين، لا تنتهك الاتفاق النووي، وتعتبر جزء من سلسلة الإجراءات المتبعة التي اتخذتها وزارة الخزانة للضغط على إيران. واختتم التقرير بالقول إن واشنطن دعمت التحالف العربي بقيادة المملكة ضد المتمردين الحوثيين، من خلال شن ضربات جوية على أهداف معينة، فصلا عن التنسيق الاستخباراتي، مشيرا إلى أن إدارة أوباما لم توضح للمجتمع الدولي الخطر الإيراني الذي يتهدد اليمن، وركّزت فقط على استهداف عناصر تنظيم القاعدة، رغم أن أجواء الفوضى الأمنية التي أوجدها الانقلاب تتيح للمتشددين زيادة قوتهم.
خطة أميركية اليمن ساحة لمواجهة إيران هجمات مباشرة ضد المتمردين تكثيف التعاون مع التحالف العربي استئصال تنظيم القاعدة إنزال قوات خاصة ومستشارين حماية الممرات البحرية إصلاح أخطاء أوباما