أرجع رئيس معهد العالم العربي في باريس جاك لانج اختيار الدكتور معجب الزهراني مديرا للمعهد، إلى رغبة مجلس الإدارة في أن تكمل شخصية سعودية أخرى مهام المديرة السابقة منى خزندار التي كانت مديرة له لمدة 3 سنوات، واعتذرت عن الاستمرار لفترة ثانية.
ثمن رئيس معهد العالم العربي في باريس جاك لانج الذي شغل منصب وزير الثقافة الفرنسية بين عامي 1981 و1986، ثم بين عامي 1988 و1993، دعم المملكة للمعهد الذي يعد أبرز مؤسسة للثقافة العربية في فرنسا، لافتا إلى وجود لوحة في مدخل مبنى المعهد مكتوب عليها "فرنسا والمعهد ممتنان للمملكة لهذا العطاء الذي سمح بتجديد مبنى المعهد". امتنان فرنسي للمملكة قال لانج ل"الوطن" التي التقته أول من أمس في جدة: "المملكة قدمت دعما جيدا لتجديد مبنى المعهد، رئيس فرنسا وأنا طلبنا المعونة من المملكة، حيث إن التجديد سيكلف مبلغ 14 مليون يورو، وتبرعت المملكة بمبلغ 5 ملايين يورو". ونفى لانج أن يكون هذا الدعم مبررا لتنصيب مديرين سعوديين لإدارته في فترتين متتاليتين، قائلا: "المديرة السابقة "السعودية" منى خزندار عملت فترة طويلة في المعهد، وكانت مديرة له لمدة 3 سنوات، وعرض عليها أن تستمر ولكنها لم توافق، حيث إنه من المفترض أن يجلس المدير مرتين لثلاث سنوات، فرأى أعضاء مجلس الإدارة أن تكمل شخصية سعودية أخرى مهام "خزندار" التي اعتذرت عن الفترة الثانية لأسباب تخصها، ووقع الاختيار على أستاذ جامعي ومثقف حيوي، هو الدكتور "معجب الزهراني" ليكمل الفترة الثانية". معرض الفن كشف لانج أن هناك تعاونا قد يكون قريبا وممكنا مع "منى خزندار"، بخصوص فعالية ضخمة في عام 2018، هي معرض الفن السعودي الحديث. ولفت لانج إلى أن فكرة إنشاء المعهد بالأساس كانت مبادرة سعودية انطلقت عام 1975 أيام رئاسة جيسكار ديستان والملك خالد، ويمكن اعتبار المملكة والد المعهد، وسيتم الاحتفال قريبا بمرور أكثر من 30 عاما على التأسيس، وهي مناسبة لتأكيد الاعتراف بفضل المملكة، وتوجيه الشكر لها على الدعم المستمر. وأكد لانج أن المعهد الذي كان يعاني منذ سنين من مشاكل مادية كبيرة مست شيئا من سمعته وألقه، تجاوز محنته، موضحا أن المبنى الشهير الذي يشغله المعهد الواقع على ضفاف نهر السين والذي تبرعت المملكة لتجديده، صممه "جان نوفال" وكان بوقتها غير معروف، وبعد المعهد صار نجما عالميا، فالمبنى الذي يحوي المعهد، عمارة مهمة، وأجمل شيء بالمبنى المشربيات التي تفتح وتغلق بواسطة الإضاءة عبر تكنيك هندسي بديع. كل الصلاحيات لبنجلون حول مدى تحقق أهداف المعهد على مدى أكثر من 30 عاما قال لانج: لا يوجد هدف يمكن تحقيقه بسرعة، الآمال أكبر والمسيرة مستمرة لتحقيق تقارب أكثر مع العالم العربي، هناك ما أنجز، وأهم المنجزات تنظيم تظاهرات ثقافية كثيرة ومتعددة، من أهمها تنظيم معرض الحج في فرنسا، بالتعاون مع مكتبة الملك عبدالعزيز، وعدد من الفعاليات التي أوصلت غنى وثراء العالم العربي إلى الفرنسيين، ومؤخرا نظمت تظاهرة مهمة عن حدائق الشرق، وقريبا سينظم معرض عن الثراء الفني للإسلام. وتابع: إن من مهمات المعهد أن يضع التاريخ العربي في الواجهة، وأن يتابع المشهد العربي بتغيراته الثقافية والفكرية، وهناك شراكة بين المعهد ومؤسسات ثقافية أخرى في فرنسا من متاحف ومسارح ومراكز للفن، إضافة إلى عقد ندوات ومحاضرات ولقاءات ما بين المثقفين والفنانين. وكشف لانج عن منح المعهد الكاتب الفرنسي من أصول مغربية الطاهر بنجلون حرية وصلاحية كاملة لتصميم مشروع ثقافي ينفذ لصالح المعهد في الخريف المقبل، واستخدام كل إمكانات المعهد، وتم الاتفاق معه لوضع تصوره، وهو يشتغل الآن على الموضوع منذ عدة أشهر، ويبلور تصوره للعلاقات الثقافية بين فرنسا والعالم العربي عبر الفن والمحاضرات. معهد العالم العربي تأسس عام 1980 مؤسسة فرنسية تعنى بالشأن الثقافي وتطوير دراسة العالم العربي في فرنسا يُعمق فهم الحضارة العربية وثقافتها يشجع التبادل الثقافي وتنشيط التواصل والتعاون بين فرنسا والعالم العربي يعيّن رئيسه بناء على اقتراح الرئيس الفرنسي يقع على ضفاف نهر السين في باريس 140 موظفا يعملون فيه 24 مليون يورو ميزانيته السنوية، تؤمن فرنسا نصفها والباقي يتوزع على الدول العربية