قال رئيس معهد العالم العربي وزير الثقافة الفرنسي السابق (الاشتراكي) جاك لانغ، إنه يريد اعطاء دفعة جديدة لعمل المعهد مع حرصه على توفير جو من الهدوء والتفاهم مع فريق العمل. جاء ذلك في أولى إطلالاته الإعلامية، منذ توليه رئاسة المعهد، بعدما عيّنه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بموافقة مجلس السفراء العرب. تحدث لانغ الى الصحافة العربية المعتمدة في باريس، والى جانبه مديرة المعهد السعودية منى خزندار، موضحاً توحيد المعهد تحت رأس واحد فيما كان سابقاً برأسين، أحدهما إداري والآخر ثقافي سياسي. وقال ان هناك مشاريع كبرى للمعهد في 2014 منها مشاريع بالتزامن مع متحف اللوفر في خريف 2014، باقامة معرض حول المغرب في القرون الوسطى، وفي معهد العالم العربي معرض حول المغرب الحديث. وقال انه سيركز على ترجمة كتب الى العربية وتعزيز تعليم اللغة العربية في المعهد بمساعدة فريق عمله، السفير الفرنسي السابق في اليمن جيل غوتييه، وهو كاتب مستشرق يعمل مجاناً معه، وكاترين نولس وإيف ميشو، والثلاثة يمثلون فريق عمل لديه مشروع طموح للنشر وتعزيز تعليم اللغة العربية. وتحدث لانغ عن انفتاح المعهد على السينما في العالم العربي، وتعهد التزامه ادارة صحيحة للمعهد مع تجنيبه العجز المالي، وقال: «لا أرغب بالعجز المالي وإدارتي ستكون على هذا الأساس»، مذكراً بأن المعهد كانت موازنته عاجزة في 2012 فطلب من الأمين العام أن يخفض هذا العجز، وأكد ان فرنسا دفعت التزامها السنوي (12 مليون يورو) وقال: «من واجبنا ان ننهي 2013 بمحاولة تجنب العجز. وهناك مشاريع يتم تمويلها مباشرة من الدول المعنية في المعرض الخاص بها. وكان رئيس المعهد الراحل كميل كبانا أسس صندوقاً من الدول العربية بقيمة 44 مليون يورور تمول فوائده الموازنة سنوياً». وأشارت مديرة المعهد خزندار الى وجود متحف عربي أنشأه الرئيس السابق للمعهد ادغار بيزاني يضم مجموعات المعهد الدائمة القليلة، واضافة الى ذلك كان طلب من الدول العربية أن تعرض بعض القطع من تراثها لمدة خمس سنوات. وكانت تونس واليمن ومصر وضعت قطعاً لهذه المدة، وعندما افتتح المتحف الجديد قبل سنة قالت خزندار ان المجموعات الدائمة لم تكن كافية فطلبت من بلدان عربية أخرى ان تضع قطعاً أثرية لمدة خمس سنوات تتماشى مع المواضيع التي يتناولها المتحف. وقالت ان المتحف تمكن من الحصول على قطع من الأردن وسورية ومن الشيخة مي آل خليفة (البحرين)، وانها طلبت من الأمير سلطان بن سلمان (السعودية) بعض القطع لتظهر حضارات في الجزيرة العربية قبل الإسلام ووافق، وهناك خمس قطع سعودية موجودة إعارة لمدة خمس سنوات قدمتها هيئة التراث في المملكة. وقال الرئيس الجديد للمعهد أنه وفريقه «تسلموا المسؤولية الجديدة في وقت يشهد العالم العربي تحولاً، ما يمثل فرصة وتحدياً لعمل المعهد».