أكد مسؤولون سياسيون وعسكريون يمنيون في تصريحات إلى "الوطن"، أهمية العمل العسكري لحل الأزمة الممتدة منذ أبريل من 2015، مشيرين إلى أن الانتصارات المتلاحقة التي حقتتها الشرعية على جبهات القتال في الساحل الجنوبي الغربي من اليمن، خلال الفترة الأخيرة، غيرت من موزاين القوة، وجعلت الفرصة مواتية لإنهاء الانقلاب. وقال محافظ محافظة الضالع، فضل محمد الجعدي، إن الحسم العسكري بات أمرا مُلحا في الوقت الراهن، لاستعادة الدولة التي انقلبت عليها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، وذلك بعد فشل كل المشاورات والمبادرات السياسية التي تقدمت بها الأطراف الإقليمية والدولية. وأضاف الجعدي أن السلطة الشرعية دأبت منذ بدء الحرب، على بحث حلول سلمية لإنهاء الأزمة كخيار إستراتيجي لها، ولتجنيب البلاد مزيدا من الدمار، مؤكدا أن الانقلابين أفشلوا كل المساعي السلمية، من أجل تحقيق مكاسب تخدم توجهاتهم الطائفية والحزبية، على حساب المصلحة العامة لليمنيين. تعنت الانقلابيين أوضح مدير دائرة التوجيه المعنوي والسياسي في الجيش الوطني، اللواء محسن خصروف، أن تعنت الانقلابيين أجهض مساعي الحل السلمي التي تتبناها الحكومة الشرعية، مضيفا أن هذا العنت يعني أنه لا مناص أمام الشرعية إلا اللجوء إلى الخيار الآخر وهو الخيار العسكري، وهو الأمر الذي تنفذه حاليا قوات الجيش الوطني بدعم ومساندة دول التحالف العربي الذي تقوده المملكة. وأشار إلى أن قوات الشرعية حققت انتصارات في جبهات صنعاء والجوف وصعدة وحجة وباب المندب والمخا في تعز، وهي في طريقها الى تحرير محافظة الحديدة من قبضة الانقلابيين، في اطار خطة تحرير باقي المحافظات واستعادة الدولة، مضيفا "أنه ليس هناك ثمة خيار آخر غير حسم الأزمة عسكريا، إلا إذا أعلن الانقلابيون التزامهم، بقرار مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، وكل مخرجات الحوار الوطني، على أن يكون ذلك بضمانة دولية، وهو أمر مستبعد من الانقلابين". مسألة حتمية عد المحلل السياسي، الدكتور محمد جميح، العمليات العسكرية أنها حتمية بعيد شهور طويلة من مماطلات الحوثي وصالح في قبول الحل السياسي، مشيرا إلى أن محاولات لميليشيا المستمرة للتنصل من الالتزامات، ليس فيها من خيار للسلطة الشرعية غير المضي في طريق الحل العسكري. وأوضح أن الخيار العسكري إما أنه سيمضي حتى النهاية، أو أنه سيحقق إنجازا سياسيا ودبلوماسيا ، لافتا الى أن كل المؤشرات تشير إلى التوجه نحو تحريك الميدان بشكل يفقد الحوثيين وصالح أوراق تلاعبهم بالأزمة. استثمار النجاحات شدد الكاتب الصحفي، أحمد حرمل، على أن الانتصارات الأخيرة التي تحققت في جبهتي باب المندب والمخاء غيرت موازين القوى لمصلحة السلطة الشرعية في اليمن بشكل كبير، داعيا إلى استثمار هذه الانتصارات لتعزيز موقف الشرعية سياسيا وعسكريا، وبما يؤدي الى إنهاء الانقلاب. وقال إن التجربة التجربة أثبتت أن الانقلابيين لا يقيمون وزنا للشعب وللوطن، وكذا لقرارات مجلس الأمن ومبادرات المجتمع الإقليمي والدولي".